الحب غير المشروط، حب الأم
بقلم: د. مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

منذ صغرنا ونحن نستعد في كل عام للاحتفال بعيد الأم، ان كان بتذكيرنا ونحن صغار من قبل الهيئة التدريسية او من قبل الاب او الاخ او الاخت الاكبر منا، وكانت تتملكنا الحيرة، ماذا نهدي امهاتنا في ظل ميزانية متواضعة، كنا نجمعها قبل الاسبوع او الشهر الذي يسبق الاحتفال بهذا الحب المعطاء الذي لم ينتظر منا اية هديه، رغم انها كانت متواضعة جداً، واحيانا تكون باقة ورد من حديقة المنزل او من الحاكورة..

وكبرنا، وما نزلنا نستقبل ونحصل على عطاء وحب امهاتنا الذي تقدمه لا أبنائها دون ملل، بالرغم من اننا احيانا نشعر ان عطاءها وحبها وخوفها يفوق كل توقعاتنا، ونحبه ونقدره، ولكننا في الوقت ذاته نشعر بمسؤوليه اخلاقية وتربوية ودينية.

كيف لنا ان نرد كل هذا العطاء والحب؟

احيانا ظروف الحياة تجعلنا بعيدين عن امهاتنا وابائنا، ولكننا عندما نعود يستقبلونا بكل حب دون عتاب، لان قلب الوالدين لا يعرفا الغضب ولا الكراهية، بالرغم من تعبهما وحياتهما اللذان قضياهما في تربيتنا وتعليمنا، اصبحنا الحلم الذي تم تحقيقه، والحلم الذي اصبح حقيقية، الحلم الذي لا بعده حلم ولا قبله.

عند احتفالنا بيوم الأم لا نستطيع إلا وذكر الاب لانهما شركاء، مكملين لبعضهما البعض، وكما ان الام تحب اولادها حب غير مشروط، والذي لا نحصل عليه إلا من نبع الحنان. كذلك الاب، فهو الحب الأول لابنته والاخير احيانا، وهو القدوة والعزيمة والامان لا بنائيه.

ونحن في دورنا تأخذنا الحياة، ونصبح نشعر اننا لم نقدم ولن يكون في استطاعتنا تقديم ما يكفي لمن قدما عمرهما وصحتهما لنا، لا بل احيانا نتذمر، ونريد ان لا نشعر بالمسؤولية تجاههما، وهذه طبيعة انسانية غير مقبولة وغير محببه عند البعض للتهرب من المسؤولية الاخلاقية والتربوية. ولكن نندم في النهاية، وهذه ايضاً طبيعية انسانية مقبولة ومحببه، والاثنتان مكملات لبعضهم البعض..

وفي هذا اليوم بالذات لنترك انفسنا وحبنا لأمهاتنا، ونقضي اجمل اللحظات معهن ففرحت الام لا تقدر عندما تجتمع العائلة مع بعضها البعض لتفيض مشاعر الحب والامان بين افراد العائلة الواحدة وتحت جناحها ، ونمتنا لها طول العمر والصحة والعافية، وان تبقى تاج على راسنا نفتخر بها في كل لحظة من حياتنا.

ونقول لمن فقد امه ويستذكرها اليوم وكل يوم انها في قلوبكم وفكركم وهي تعلم بذلك، وكما انها في مكان آخر وعالم آخر اجمل من عالمنا هذا. وندعو لهنا بالرحمة والسلام، كما ندعو لأنفسنا ولمن نحب الرحمة والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى