ما هكذا تورد الإبل يا حمد
بقلم: مبارك فهد الدويلة

النشرة الدولية –

حمد روح الدين.. وزير الإعلام، شاب نشيط ومجتهد ومثقف ثقافة عالية، من لقاء واحد عرفت فيه الدراية والمتابعة والكفاءة.

حمد بالأمس القريب أصدر قرارات غريبة عجيبة وغير مسبوقة، عندما نادى وكيلة الوزارة وجميع الوكلاء المساعدين وطلب منهم تقديم استقالاتهم!

للوهلة الأولى سنقول إنها خطوة إصلاحية، أو سنقول إن خطأً جسيماً ارتكبه الوكلاء مجتمعين تسبّب في هذا الإجراء، أو إنه تجديد للدماء التي أكل عليها الدهر وشرب في الوزارة من دون تقديم إنجاز واحد، لكن الحقيقة الصادمة أن هذا الإجراء جاء نتيجة خطأ فني في بث النشيد الوطني أثناء إحدى المناسبات الرياضية!

ما هكذا تورد الإبل يا معالي الوزير.. فالعقوبة حسب النص الدستوري شخصية، ويتحملها من قام ونفذ الخطأ، ولا يتحملها الآخرون ممن لا ناقة لهم فيها ولا جمل..

ما علاقة وكلاء الشؤون المالية والإدارية والقانونية بالأخطاء الفنية للبث التلفزيوني؟!

ما ذنب من تمت الإشادة بجهوده قبل أيام وتسلّم مكافأته لحسن الأداء واليوم يطالب بتقديم استقالته؟

ما ذنب من تم تعيينه مؤخراً في هذا المنصب ولم يكمل مدته القانونية؟

هناك من يقول إنها مسألة أكبر من طاقة الوزير، وهنا المصيبة تكون أعظم، فالتدخلات والضغوط الخارجية والقرارات الفوقية هي التي عرقلت مشاريع الإصلاح في مسيرتنا الطويلة، ولذلك إن كان هذا التفسير صحيحاً فإنني أتمنى من الوزير الشاب النظيف وذي الكفاءة أن يترجل من هذا المكان، ويشارك زملاءه في تقديم الاستقالة! أو ينتظر قليلاً، فلعلها ساعة غضب وتنتهي، وكما يقال «تروح السكرة وتجي الفكرة» وتعود المياه إلى مجاريها ونبدأ مشوار إصلاح الخلل بالطرق السليمة، فقد نما إلى علمي أن جميع الوكلاء قدموا استقالاتهم إلا الشخص المعني بالخلل لأنه وكيل بالتكليف (!!).

الإسلاموفوبيا

في الوقت الذي تصوت الأمم المتحدة على قرار يجرّم العنصرية ضد الإسلام، وفي الوقت الذي يكون الدين الإسلامي ثاني أكبر الأديان في أوروبا وأميركا، وفي الوقت الذي يكون الإسلام أكثر الأديان ممارسة لشعائره في أوروبا وأميركا بعد أن أصبحت الكنائس خاوية تقريباً من المصلين، في هذا الوقت لا يزال بعض كهول الليبراليين عندنا يكتب بروح الإسلاموفوبيا، فيتهم المسلمين دون غيرهم بالتخلّف وبمخالفة القوانين والتجاوزات، وكل هذا بسبب خطأ أو خلل بشري في إحدى المؤسسات الدينية قاس عليه وعمّم نظرته السوداوية عن الإسلام والمسلمين!

شهادة للنيباري

توفي النائب السابق عبدالله النيباري، وأريد في هذه المناسبة أن أذكر شيئاً مما أعرفه عنه وقد يجهله الكثيرون.

مع شدة خلافي الفكري مع الفقيد، ومع إساءته لي شخصياً في آخر مقابلة متلفزة له، إلا أنني أريد أن أشهد له بدماثة الخلق والمحافظة على الصلاة.. فقد رافقته في رحلات خارجية عدة ووجدت فيه هاتين الصفتين، حسن الخلق والحرص على الصلوات الخمس.

غفر الله له، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى