حرم السفير الإيطالي: محظوظة بالعيش في الكويت

أكدت أنها دولة تجمع بين الأصالة والمعاصرة

النشرة الدولية –

النهار الكويتية –  سميرة فريمش –

حبها للكويت اشعرها بانها محظوظة جدا للعيش فيها، حيث انها منذ اليوم الاول من مجيئها للكويت رفقة زوجها الذي عين سفيرا لايطاليا لدى البلاد لمست تفاعل الكويتيين معها مما يؤكد ان هناك تاريخاً طويلاً من الصداقة التي وصفتها بالعميقة بين بلدها والكويت.

كريستيانا بلدوتشي حرم سفير ايطاليا اكدت للنهار حبها للكويت حيث ترى فيها دولة عالمية بطابع تقليدي حيث انها جمعت ما بين المعاصرة والاصالة ولم تفقد أبدًا إحساسها بالتراث والعصور القديمة والقيم مثل الأسرة والصداقة.

واشارت الى المساعدات التي قدمتها الكويت الى بلدها اثناء تفشي كرورنا وقالت: لن أنسى طوال حياتي، كيف كان المجتمع الكويتي بأكمله، منذ البداية، قريبًا منا، ويدعمنا ويدعم إيطاليا بكل الطرق، بما في ذلك اقتصاديًا ولم نكن لوحدنا اثناء جائحة كرورنا.

واضافت: وقف الأصدقاء الكويتيون بجانبنا طوال الوقت ولن أنسى هذا الموقف أبدًا.

واوضحت ان لديها الكثير من الصديقات الكويتيات، لافتة الى أن الكويت تحرز تقدمًا كبيرًا في سد الفجوة بين الجنسين في مختلف المجالات الاجتماعية.

وقالت: كان دعم تعليم المرأة في جداول أعمال الحكومات منذ عقود، وقد أسفرت هذه السياسة عن إنجازات مهمة حيث إن عدد النساء في التعليم العالي يقارب ضعف عدد الرجال ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير الذي يجب معالجته فيما يتعلق بمشاركتهن في سوق العمل، حيث إن تمثيل المرأة في المناصب القيادية أقل من تمثيل الرجال.

وقال: في هذا الصدد، حولت رؤية الكويت 2035 الأساليب التقليدية لتحقيق المساواة الاجتماعية من دعم إلى تمكين المرأة، واستثمرت الدولة في تزويد المرأة بالمهارات اللازمة لتجاوز هذا النقص، وأطلقت برامج ومبادرات تدريبية لتعظيم قدراتها القيادية.

وتحدثنا اثناء اللقاء عن نشاطاتها وكيفية احداث التوازن ومواصفات زوجة السفير والعلاقة مع الابناء وفي الحوار التالي الكثير من التفاصيل:

حديثنا عن شعورك وانت بالكويت؟

أنا ببساطة احب الكويت كثيرا، وأعتبر نفسي محظوظًة جدًا لأنني أعيش الآن في الكويت بالنظر الى الامور ا التي تحدث في جميع أنحاء العالم وفي العامين الماضيين جراء تفشي وباء كورونا، حين اتيت من ايطاليا ومنذ اليوم الأول لي في الكويت شعرت بالتاريخ الطويل الذي يجمع بلدينا وذلك نتيجة الصداقة العميقة بين بلدينا وشعبينا.

فالإيطاليون والكويتيون لديهم علاقة مبنية على التفاهم والودالمتبادلين.

وانا عن نفسي أحب الكويت لأنها دولة عالمية لكنها بطابع تقليدي فهي جمعت ما بين المعاصرة والاصالة ولم تفقد أبدًا إحساسها بالتراث والعصور القديمة والقيم مثل الأسرة والصداقة، وأريد أن أقول شيئا، فبعد الصين، كانت إيطاليا هي الدولة الأولى التي أصيبت بالوباء في اوروبا. وبدأ كل شيء في بلدة صغيرة قريبة من ميلانو تسمى كودوجنو.

كنا أنا وزوجي هنا في الكويت نشاهد الأخبار دون أدنى فكرة ولا فهم لما يجري.

لن أنسى أبدًا، طوال حياتي، كيف كان المجتمع الكويتي بأكمله، منذ البداية، قريبًا منا، يدعمنا ويدعم إيطاليا بكل الطرق، بما في ذلك اقتصاديًا ولم نكن لوحدنا.

كان الأصدقاء الكويتيون بجانبنا طوال الوقت، كما قلت لن أنسى هذا الموقف أبدًا.

إحراز تقدم

هل لديك صداقات من الكويتيات وكيف ترينهن؟

نعم… لدي الكثير من الصديقات الكويتيات وأعتقد أن الكويت تحرز تقدمًا كبيرًا في سد الفجوة بين الجنسين في مختلف المجالات الاجتماعية. كان دعم تعليم المرأة في جداول أعمال الحكومات منذ عقود. وقد أسفرت هذه السياسة عن إنجازات مهمة حيث إن عدد النساء في التعليم العالي يقارب ضعف عدد الرجال، ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير الذي يجب معالجته فيما يتعلق بمشاركتهن في سوق العمل، حيث إن تمثيل المرأة في المناصب القيادية أقل من تمثيل الرجال. في هذا الصدد، حولت رؤية الكويت 2035 الأساليب التقليدية لتحقيق المساواة الاجتماعية من دعم إلى تمكين المرأة، استثمرت الدولة في تزويد المرأة بالمهارات اللازمة لتجاوز هذا النقص، وأطلقت برامج ومبادرات تدريبية لتعظيم قدراتها القيادية.

إحداث توازنات

هل توازنين بين البيت ونشاطاتك اليومية؟

احاول التوازن بين العمل وحياتي الخاصة فبالنسبة لي، التمتع بحياة عمل متوازنة لا يعني فقط القدوم إلى العمل والعودة منه في الوقت المحدد، من منظور أوسع، يتعلق الأمر بإعطاء الأولوية للأشياء حسب أهميتها.

يساعدني تحديد أولويات الأشياء في توفير وقتي وطاقتي، وبالتالي، يسمح لي بإقامة توازن مثالي بين عملي وحياتي الشخصية وألجا لتحقيق هذا التوازن عن طريق:

التخطيط السليم

فالتخطيط للأنشطة اليومية هو طريقتي لإدارة التوازن الجيد بين الحياة والعمل، ويساعدني ذلك في تحديد أولويات أفعالي بعد أهمية المهمة، علاوة على ذلك، التمسك بخطة جيدة أيضًا، مما يسمح لي بالتركيز على أشياء أخرى غير العمل التشجيع على أسلوب حياة صحي، تمامًا مثلما يساعدني التمتع بصحة بدنية جيدة على البقاء نشيطة، فإن العقل الخالي من الإجهاد هو غرفة مليئة بالوضوح، وهذا يساعدني على التفوق في العمل والحياة، أسلوب الحياة الصحي يعد أيضًا حلاً رائعًا لإدارة الإجهاد ويساعد على التعامل مع الإجهاد بسلاسة.

عمل احترافي

كيف تدعم الزوجة زوجها في عمله الدبلوماسي لتنمية العلاقات بين البلدين؟

أعتقد ان زوجة السفير عمل احترافي، حتى لو لم يكن «معترفًا به رسميًا» ولكن وظيفتها معقدة.

منذ اليوم الأول فهمت ما يعنيه ما يسمى «الوصول إلى السمعة»، حيث تؤثر السمعة (الجيدة أو السيئة) لشخص ما على تجارب حياة شخص آخر (زوجي) أو بشكل كبير على البلد الذي امثله.

اعتدت أن أتحمل كامل مسؤوليتي طوال الوقت، وكنت أعيش حياتي بافتراض أن العواقب وكل الاختيارات أو الأفعال أو الأخطاء، مهما كانت سواء كانت جيدة أو سيئة، كانت ملكي فقط، فستؤثر العواقب أيضًا على زوجي وبلدي.

قوة ناعمة

وتسهم زوجة السفير في ما يسمى بالقوة الناعمة أو الدبلوماسية الناعمة «على سبيل المثال، في حالتي، الأنشطة المتعلقة بالثقافة والأزياء ومستحضرات التجميل والتصميم والذوق والسياحة والطعام وهذا الجانب مطلوب لتمثيل نمط الحياة الإيطالي وخلق اتصال مع الكويت والشعب الكويتي.

ويجب أن تتم كل هذه الأنشطة بتنسيق واتصال تام مع أنشطة السفير والسفارة لتنفيذ ترويج متكامل يولد تأثيرًا إيجابيًا من قطاع إلى آخر، ولتوضيح ذلك، أشعر أنني أعمل مع زوجي في شركة حيث «الشركة» هي بلدي وكل شخص لديه مهمته ودوره لتمثيل إيطاليا في أفضل حالاتها.

النصف الآخر

هل تعتقدين أن زوجه السفير هي النصف الآخر من الدبلوماسية؟

يعجبني تعريف «النصف الآخر من الدبلوماسية»، وفي السفارة، نؤمن بشدة أن أنشطة التخصيب المتبادل بين الأقران، في كل موضوع ومجال، ستبني علاقات أقوى ومستدامة بين إيطاليا والكويت لأن لدينا الكثير من الأشياء المشتركة والكثير لنشاركهم بها.

ثقافة المطبخ

هل تمارسين فن الطبخ أم تعتمدين على الآخرين في المطبخ؟

بالتأكيد أنا لست سيدة بيت «نونا» إيطالية تقليدية والتي ترفض أي مساعدة في الطهي لانها تعد بنفسها الطعام للعائلة.

لكن بالنسبة لي، فان أي طعام إيطالي، هو أكثر من مجرد وسيلة لتزويد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية، فهو مرتبط بثقافتنا، وعائلاتنا، وتاريخنا، وجذورنا إلى ما نحن عليه.

إنه ليس مجرد طعام، إنه حب، لذا نعم، أنا أطهو لأن طعامنا يجب أن يكون إيطاليًا حقًا وكذلك أعتمد على الآخرين، تحت إشرافي في المطبخ.

جنبًا إلى جنب مع السفير، عملنا أيضًا على مبادرة إصدار كتاب خاص للوصفات الإيطالية من 50 طاهياً مشهوراً في إيطاليا.

جسر لربط الثقافات.

حدثينا عن نشاطاتك في المجموعة النسائية العالمية؟

تم إنشاء IWG لتعزيز الثقافة والتقاليد ومشاركة المعرفة بين أعضائها من خلال مجموعة متنوعة من الأحداث مثل الرحلات والاحتفالات بالايام الوطنية والثقافية والعروض والاجتماعات والمناسبات الاجتماعية الأخرى.

إنها ليست «مجرد جمعية نسائية» بل هي جسر بين مجموعة كبيرة ومتنوعة من الثقافات.

وهو المكان الذي يمكن أن تقيم فيه زوجات السفراء علاقات دبلوماسية مع دول أخرى بالإضافة إلى فهم عميق للتقاليد والمجتمع الكويتي. وبالتعاون الوثيق مع رئيستنا الفخرية الشيخة حنوف الصباح، وبصفتي الرئيس الحالي، أشرف على جميع أنشطة مجلس IWG، التي تصنعها سيدات رائعات، وكلهن نشيطات للغاية وداعمات للغاية، في تنظيم وإدارة الأحداث والرحلات الشهرية IWG على أساس يومي، تتمثل أنشطتي في مقابلة مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأشخاص ذوي الصلة ومعرفتهم والاستمتاع بهم من أجل تنفيذ مهمة وقيم IWG.

ذكريات خالدة

ما الذكريات الجميلة التي تحتفظين بها أثناء سفرك في دول مختلفة؟

لدي آلاف الذكريات، في الواقع، لم تعد ذكرياتي لكنها جزء من شخصيتي، ونمت أكثر من نصف حياتي في الخارج، ومن خلال السفر، تتعلم أقدامنا كيفية تشكيل مساراتها الخاصة ويبدأ قلبنا في الخفقان على إيقاع مختلف.

كلما زاد الوقت الذي نقضيه بعيدًا عن الروتين المألوف، تعلمنا احتضان المجهول والتخلي عن أنفسنا في الفضاء الهائل للكون، والسفر هو أفضل معلم للعالم من حولنا والقوى التي بداخلنا، فعندما تكون على أرض أجنبية، فإن كل حالة هي فرصة لالتقاط كلمة جديدة، وتذوق نكهة جديدة، ومراقبة تقليد جديد، وتعلم رقصة جديدة، كل يوم هو فرصة للنمو.

صفات الدبلوماسية

ما الصفات التي يجب أن تتمتع بها حرم السفير؟

تهتم دائما بمساعدة الآخرين والتواصل معهم، وتكون بشكل عام طيبة وكريمة كما تحاول قدر الإمكان التعاون بدلاً من المنافسة.

كما تتميز بالتعاطف والمرونة وقبل كل شيء مرحبة بالتغيير، فالثابت الوحيد هو التغيير. نجد أنفسنا محاطين بأشخاص جدد وأماكن جديدة بانتظام، وبمرور الوقت، نصبح متفاعلين مع هذه التغييرات ونرحب بها، وعندما نلتقي بشخص جديد، فإننا ندرك حقيقة أن هذا الشخص لديه مسار دبلوماسي خاص به وربما لن يكون مستمراإلى الأبد، فيصبح التغيير طريقة حياة.

هل علاقتك بزوجك تعتمد على الدبلوماسية أم يتخلى عنها داخل البيت؟

لا أعرف ما إذا كنت قد فهمت السؤال بشكل صحيح ولكن علاقته بزوجي لا علاقة لها بالدبلوماسية.

أعني هل زوجك زوج مثالي أم انه دبلوماسي اكثر في تعالمه معك؟

متسائلة….هل الزوج المثالي موجود؟. الدبلوماسيون دبلوماسيون دائما! كارلو، زوجي، لا أعرف ما إذا كان زوجًا مثاليًا، لكنني أعلم أننا نكمل بعضنا البعض وهو أفضل داعم لنمو شخصتي، دائمًا يقف بجانبي عندما أدفع نفسي للوصول إلى أعلى مستوى وأفضل نسخة من نفسي.

علاقات ايجابية

كيف تتعاملين مع ابنائك وخصوصا وهم بعيدون عن بلادهم وعاداتهم؟

ليس لدي اطفال، لدي ابنة ربيبة، ابنة زوجي تدعى أغنيسي.

ومن تجربتي، فان العيش في جميع أنحاء العالم، فالعلاقات الإيجابية مع الأطفال تستند إلى التواجد في الاوقات الاولوية، لقضاء وقت ممتع وبناء الثقة معهم.

والعلاقات الإيجابية مع طفلتنا مبنية على جودة الوقت ويمكن أن يحدث الوقت الجيد في أي وقت وفي أي مكان فالوقت معًا هو كيفية التعرف على تجارب وأفكار ومشاعر كل منا واهتماماتنا المتغيرة. هذا يدل على أننا نقدر طفلتنا.

خبرات هائلة

النصائح التي يمكن ان تقدمينها لاي زوجة للحفاظ على بيتها؟

حافظي على فضولك، والنمو يتطلب مخاطر، وتتطلب المخاطر الفضول.

ويمكن أن يؤدي امهنية هائلة من شأنها أن نقوي من خلالها أنفسنا وعملنا وزواجنا.

Back to top button