فيلكا.. الأموال المهدرة
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

في إحدى نهايات الأسبوع ذات الأجواء الجميلة، قررتُ أنا وصديقاتي، ومن باب دعم السياحة الداخلية، زيارة جزيرة فيلكا، إلا أن الرحلة رغم متعتها بسبب الصحبة الجميلة، فإنها فتحت جراحاً كبيرة للكويت!

فبدت العبّارة التي نقلتنا من الديرة إلى الجزيرة كأنها آلة زمن، نقلتنا إلى عقود قديمة من الزمن، من صدمة ما لمسناه من تراجع وقدم لمرافق يفترض أنها سياحية، في خلط بين مفهوم التراث ومفهوم المرافق المتهالكة قِدماً!

وهنا لا أريد أن أنتقد المرافق، فلو بدأنا لن ننتهي إلا بسلسلة من المقالات، من الملاحظات التي يمكن تسجيلها على مرافق تراثية، وطبيعية وحيوية، مهملة للغاية، بينما كان من الممكن أن تكون مرفقاً سياحياً يدر أموالاً طائلة، ويكون جاذباً للسياحة الداخلية وحتى السياح الأجانب، فهنا أود أن أضع بعض المقترحات التي من الممكن الاستفادة منها، لإعادة إحياء الجزيرة وجعلها مقصداً جميلاً للكويتيين والزوار.

فالموقع الحيوي الذي تتمتع به الجزيرة يجعلها أرضاً خصبة للعديد من المشاريع التي يمكن تشييدها، سواء عن طريق شركة المشروعات السياحية أو حتى عن طريق إشراك القطاع الخاص، فغيرنا كثيرون يتمنون امتلاك جزر وأراضٍ مطلة على بحر جميل، ولديها آثار، بينما نحن نهملها تاركين آثار الغزو العراقي تشوه العديد من مرافقها، فبالرغم من أنه من المهم ترك بعض الآثار للذكريات، فإن ما شهدناه تشويه للجزيرة وليس تثبيتاً للتاريخ.

بينما من الممكن جداً، وسهل التطبيق، أن نجعل الجزيرة على سبيل المثال، منتجعاً سياحياً، وفندقاً عالمياً، يستقبل الزوار والسياح، بسبب الموقع الجميل الذي تتمتع به الجزيرة وما به من مرافق، الأمر الذي يكفي أن تكون وجهة سياحية، كونها تطل على البحر وتحتوي على الآثار.

إضافة إلى ذلك، فإن بالإمكان تحويل الجزيرة كذلك إلى منتجعات علاجية، أسوة بالعديد من الدول، عبر استقطاب شركات عالمية متخصصة، مثل منتجعات العلاج الطبيعي وغيرها، لتكون وجهة الراغبين بذلك بدل أن يتجهوا إلى دول أخرى.

ومن الأفكار الأخرى التي راودتنا هي إمكانية تحويل الجزيرة إلى مدينة طبية متكاملة، أو حتى مدينة تعليمية متكاملة، إلا أن بقاءها أرضاً مهملة بهذا الشكل غير مقبول، فهي تعتبر من الثروات القومية التي نقوم بإهدارها رغم أنه بالإمكان استثمارها لتكون مصدراً للدخل.

فالجزيرة اليوم ورغم أن الكثيرين يزورونها في فصل الشتاء، فإنها وجهة مشوهة، تحكي الكثير عن الإهمال الحكومي للمرافق الحيوية، فكلي ثقة بأن زوارها يتوافدون بدافع رؤية جمال الجزيرة بينما يُفاجأون بالإهمال، والعديد منهم قد لا يكرر الزيارة مجدداً!

ليتنا نعي ما نملك من ثروات ونستثمرها، ولنا في العديد من جيراننا أسوة، فالعالم والعلم اليوم قادران على أن يحولا الصحراء القاحلة إلى منتجعات سياحية، ونحن نهمل جزيرة تملك كل مقومات النجاح السياحي!

 

Back to top button