وراء كل صورة للنيباري… حكاية بين محمد الصقر والعوضي

النشرة الدولية –

الجريدة – حمزة عليان –

مثلما جمعهما العمل الوطني السياسي والعروبي، أبى الموت أن يفرقهما، ففي اللحظة التي كان يقام فيها التأبين للدكتور أحمد الخطيب في مكتب المنبر الديموقراطي بكيفان، كان خبر وفاة المرحوم عبدالله النيباري يملأ أرجاء القاعة.

رفيقا الأمس رحلا تباعاً، وكأنهما على موعد مشترك مع القدر، حيث شاءت إرادة الله أن يرحلا عن هذه الدنيا في وقت واحد.

رفيقان حتى الرمق الأخير من حياتهما، ربما كانت كلمات الراحل د. أحمد الخطيب بحق الراحل عبدالله النيباري، كما ينقلها الصديق ضاري المير المرافق الدائم لهما، أصدق تعبير عن تلك العلاقة، وهو جالس على كرسيه وفي الأيام الأخيرة، والصورة أرسلها لي الصديق عبدالمحسن الفرحان (بو براك) عند آخر لقاء بينهما، موجهاً كلامه إلى الفاضلة فريال الفريح «هذا صاحبي، حتى الرصاص ما هدًّه» .

فالصورة التي جمعتهما تتكلم عن نفسها، ووصية د. الخطيب للمقربين منه أمران، الأول أن يبقى الديوان مفتوحاً، والثاني أن يصدر كتابه «من الإمارة إلى الدولة» بعد الإضافات التي تمّت عليه، وهذا نتوقعه قريبا، وربطاً بهذا الحدث سيكون مشروع الكتاب المنتظر عن الراحل عبدالله النيباري قريباً في أيدي القراء، بعدما استكملته الفاضلة حرمه منذ سنوات وهي تعمل على إعداده، وفيه آخر كلمة كتبها د. الخطيب بحق رفيق دربه النيباري.

أما الصورة الثانية، التي زوّدني بها الزميل والرسام التشكيلي عبدالوهاب العوضي، فلها حكاية أخرى يرويها بنفسه عندما تعرّض لمحاولة الاغتيال، يقول: «كنت أعمل بمستشفى العدان، وكانت مناوبتي بالعناية، واتصل عليّ مسؤول المحليات بـ «القبس»، الراحل مبارك العدواني، وطلب منّي أن أقوم بتصوير النيباري وهو مصاب، ولم يكن لدينا في تلك الأيام الهاتف النقال، وقد سلّمني مصور «القبس» الكاميرا وأدخلتها معي، حيث كان يُمنع دخول الصحافة في العناية المركزة، ومن منطلق المسؤولية المهنية همست في أذن النيباري، وذكرت له أن رئيس التحرير محمد جاسم الصقر يريد صورة وانت في العناية، فهل توافق؟ فهزّ رأسه موافقا، وكانت تلك الصورة الوحيدة النادرة له بعد الحادثة مباشرًة».

 

زر الذهاب إلى الأعلى