إكليل الغار يتوج جبين فرسان “القدس والكرامة”
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
بطولة لا تصل لمراتبها بطولة، ولا يدانيها تنافس فكل من شارك فيها حصل على الكأس، وفي العادة يتنافس اللاعبون والأندية والمنتخبات على لقب، ولا يحصل عليه إلا فريق واحد ولا تقبل المنصة إلا بطل أوحد، لذا يعود الخاسرون بالحزن والكمد، لكن في بطولة “القدس والكرامة” تغير الحال كون الرسالة أعظم وأكبر من حجم كرة قدم تتقاذفها الأقدام وتهز الشباك والحناجر، فقد نال كل فريق أردني لقب بطل القدس وتوج كل فريق فلسطيني بلقب بطل الكرامة، ليمتزج اللقبان بين فرسان الكرامة وحُراس القدس في البطولة والتضحية والإقدام والشجاعة، وفوق كل ذلك كانوا فرسان الإنسانية في بطولة ما عرفت إلا معاني الشرف والعزة.
هي بطولة تجاوزت حدود كرة القدم وتخطت الرياضة بمراحل، فهي رسالة للعالم بأن القدس فلسطينية برعاية هاشمية، والكرامة محطة تاريخية في ذاكرة الأردن خطها رجال أبطال من الأردن وفلسطين، لذا فقد كان اللاعبون على قدر المهمة والمسؤولية ليلعبوا كما لم يلعبوا من قبل، وركزوا على أن تكون الأخلاق سيدة الموقف، وأن تكون الروح الوطنية المشتركة بين البلدين عنوان لقاءات الحب والفرح، فقدموا كرة قدم حديثة في رسالتها وبمفهوم راقي متميز رفيع الشأن، وهنا لا ينظر العقلانيون إلى المستوى الفني الذي يأتي في ترتيب متأخر، فيما يحتل المقدمة كسر الحظر الصهيوني عن جدران فلسطين والقدس، وأن هذا الأمر يأتي من الشريك الابدي لفلسطين وهو الأردن الرئة التي يتنفس منها أبناء الحق الفلسطيني والذي لابد أن يعود لصاحبه مهما طال الزمن.
لقد صاغ الأمير علي بن الحسين والفريق جبريل الرجوب رؤية وطنية لتحقيق رسالة كُبرى تبناها سمو الأمير منذ سنوات، بالضغط على الكيان الصهيوني للكف عن التضييق على الفرق والمنتخبات الفلسطينية، وحين أطلق سموه المبادرة حاول رئيس الاتحاد الدولي حينها سيب بلاتر سرقتها وتجيرها لنفسه، لكنه فشل كونه لا يحمل الشعور الإنساني والصلابة التي يتمتع بها الأمير علي للضغط على الصهاينة لتحقيق الهدف المنشود، لتكون بطولة “القدس والكرامة” بداية لخطة قديمة بدعم الرياضة الفلسطينية من رئيس إتحاد غرب آسيا لكرة القدم، وللإنطلاق صوب طريق التحدي الطويل لإخراج الرياضة الفلسطينية من السجن الصهيوني، وفتح العالم على مصراعية أمامها لتكون سفير فوق العادة للقضية الفلسطينية.
فيما أجاد الرجوب كما هي عادته بإستغلال الرياضة للحد الأعلى في دعم القضية الفلسطينية، وإظهار العدو الصهيوني على حقيقته البشعة، لتسجل فرق الفيصلي والرمثا والوحدات وجبل المكبر وشباب رفح وشباب الخليل الأهداف والإنتصارات على المواقف الصهيونية وتنتصر للقضية الأخطر في العالم، ليحقق الفلسطينيون الهدف المنشود بجلب أنظار العرب وآسيا والعالم على رياضتهم التي تُعاني من القهر الصهيوني، وإلى قضيتهم التي تحتاج إلى حل عادل يوفر الأمن والأمان للشعب الفلسطيني ويجعله يحكم نفسه بكل حرية، ويتحرك بكل راحة كما يجري اللاعبون في الملاعب بحرية.
انتهت بطولة “القدس والكرامة” الأولى، والوعد القادم في بطولة جديدة صورتها رياضية وعمقها سياسي إنساني يبحث عن زيادة قيمة الإنسان الفلسطيني والعربي، والنهضة برؤية الأجيال الجديدة بالقضية الفلسطينية وإظهار العنت الصهيوني، وإسقاط القناع الجميل عن الوجه الصهيوني البشع حتى يُدرك الجميع حقيقة كل ما يجري، لذا فقد حققت بطولة “القدس والكرامة” رسالتها وهدفها، ليزين إكليل الغار جبين كل من عمل على إنجاز هذه البطولة التاريخية.