تصعيد راشد الغنوشي مغامرة شخصية أم أجندة بضوء أخضر خارجي
النشرة الدولية –
فسّرت أوساط سياسية تونسية عودة راشد الغنوشي إلى الواجهة وتحريكه أنشطة البرلمان بعد أشهر من التجميد بأنهما استجابة لإشارات خارجية أكثر من كونهما مغامرة شخصية للرجل الذي دأب على الظهور أمام الأضواء، مشيرة إلى أن إشراف الغنوشي على جلسة افتراضية لمكتب المجلس وإقرار عقد جلسة عامة، الأربعاء، هما جزء من حراك تزامن مع قيام وكيلة وزارة الخارجية الأميركية عزرا زيا بزيارة إلى تونس وعقدها لقاءات مختلفة مع فاعلين سياسيين واجتماعيين.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن عقد جلسة افتراضية للبرلمان بهدف إلغاء إجراءات الخامس والعشرين من يوليو الماضي -التي قام بموجبها قيس سعيد بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب- قد يقود البلاد إلى تصعيد خطير ستكون من أبرز محاذيره العودة إلى صراع الشرعيات بين رئيس البرلمان المجمد من جهة والرئيس قيس سعيد من جهة ثانية، وهو ما يزيد من حدة الأزمة السياسية التي تعيشها تونس.
ولفتت إلى أن عودة البرلمان إلى حلبة الصراع مع قيس سعيد ستقود آليا إلى تجميد التدخلات الخارجية الهادفة إلى مساعدة تونس على الخروج من أزمتها الاقتصادية الحادة، وخاصة تدخل صندوق النقد الدولي الذي يرفض منح أي مساعدات في ظل الصراع على الشرعية وغياب توافق شامل على الإصلاحات المطلوبة.
وقال الغنوشي في بيان على صفحته في فيسبوك إن الجلسة الأولى ستعقد يوم الأربعاء وستدرس النظر في إلغاء التدابير الاستثنائية وستخصص الثانية يوم السبت للنظر في الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
ومن المرجح أن يحاول البرلمان عقد الجلستين عبر رابط فيديو على الإنترنت في ظل استمرار وجود قوات أمنية تغلق مقر البرلمان منذ الخامس والعشرين من يوليو.
وإذا عقدت الجلسة عبر الإنترنت من المتوقع أن يشارك فيها نواب من حزب النهضة ومن ائتلاف الكرامة ونواب من حزب قلب تونس، إضافة إلى نواب من المستقلين.
وقبل ذلك دعا 27 نائبا مستقلا ومن كتل صغيرة إلى عقد جلسة عامة. لكن الرئيس سعيد سرعان ما رد مُلمّحا إلى هذه المحاولة بقوله “من يريد العودة إلى الوراء فهو واهم.. فليجتمعوا في مركبة فضائية”.