عالجوا أسباب مهاجرة الكويتيين
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
حتى سنوات قريبة، كنا نستغرب عندما نسمع عن كويتي استقر في بلد آخر، أو يعيش بعيداً عن الكويت، ليس انتقاصاً من الدول الأخرى، بل لأن الكويت كانت بلداً جاذباً للأجنبي، ومريحاً للمواطن، بسبب توفر الفرص الوظيفية، التسهيلات، الحريات، الترفيه.. وغيرها.
فالكويتي الذي كان يرغب بالهجرة من الكويت والاستقرار بمكان آخر، كان استثناء عن القاعدة، إلا إننا اليوم نعيش واقعاً يجب التسليم به، وهو ان هاجس الهجرة، أو الاستقرار والعمل خارج الكويت، أصبح هاجساً أو خياراً مطروحاً أمام العديد من شبابنا، بل إن منهم من نفذ ذلك، أما بهجرته هو والاستقرار بمكان آخر، أو هجرة مشروعه وحلمه ليفتتحه خارج الكويت.
وهذا الأمر، كأي ملف آخر، له مسبباته، لعل قربي من شريحة الشباب، جعلني على دراية ببعضها، سأحاول سرد ١٠ منها هنا:
١ ــ عدم وجود تسهيلات للمشاريع وإصدار الرخص أسوة بدول الخليج الأخرى.
٢ ــ تقييد الحريات.
٣ ــ عدم توفر فرص وظيفية تضمن تطوير وتنمية قدرات وطاقات الشباب.
٤ ــ عدم إيجاد تسهيلات استثمارية.
٥ ــ محدودية أماكن الترفيه.
٦ ــ محدودية فرص التعليم المميزة، خاصة في مجال التعليم العالي.
٧ ــ عدم استقطاب أفرع شركات عالمية لتكون ضمن الفرص الوظيفية، التي تستقطب الشباب وتمنحهم فرص عمل ترتقي بسيرهم الذاتية.
٨ ــ عدم الاستقرار السياسي ومشهد التأزيم المستمر، والذي يسهم في تعطيل معظم مناحي الحياة، وأهمها التنمية.
٩ ــ غلبة الواسطة على الكفاءة في معظم الفرص.
١٠ ــ عدم وجود برامج جادة لرعاية مواهب وقدرات وطاقات الشباب بمختلف المجالات، الفنية، الحرفية والرياضية وغيرها.
ولعل البعض يرى أنها مسببات سطحية لا ترتقي إلى أن يترك الشباب وطنهم، إلا إنها بالفعل هواجس جعلت فكرة الهجرة من الخيارات المطروحة وذات الأولوية لدى العديد من أبنائنا.
فاليوم، وبالرغم من أن الكويت تملك طاقة هائلة وثروة طائلة بشبابها، كونهم يشكلون %70 من مجموع مواطنيها، فإنها تفقدهم شيئاً فشيئاً بسبب عدم رعايتهم واحتضانهم وتنمية طموحاتهم وأحلامهم.
وكلي ثقة بأن هناك توصيات على الدوام برعاية الشباب، والاستثمار بهم، فهم ثروتنا الحقيقية، إلا إننا اليوم بحاجة إلى أن نلمس ترجمة عملية لهذه التوصيات، قبل أن نجد شبابنا مهاجرين بحثاً عن فرص تناسب طموحهم في الخارج.