كويت الأمس أكثر حرية وانفتاحاً
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

«أخاف أن يأتي يوم ليس ببعيد ونصبح في ذيل الدول الخليجية بالتعامل مع المرأة»، قالتها سيدة كويتة، فسألتها عن السبب فردت بعفوية وطيبة جيل الخمسينيات والستينيات، انظر ماذا يحدث عند جيراننا وأشقائنا في السعودية واقرأ المشهد بحيادية وقارن ذلك بأحوالنا، كيف لنا أن نبرّر هذا الاستسلام لفتاوى التحريم لعمل المرأة والشروط غير الحضارية التي خرجت حديثاً من أحد الأدراج؟

كنا في المقدمة خليجيا وبدون منازع ليس في مساواة حقوق المرأة فقط بل في معظم القطاعات والمجالات، فكانت الكويت مقياساً لأشقائنا وأهلنا في بلدان الخليج العربي، يجهدون لتقليدنا، اليوم بتنا في آخر الصفوف، سبقونا في العديد من المواقع، وصرنا نتحسر على ماضينا، ولسنا في حاجة لنعدد أوجه التراجع في مجال حقوق المرأة بعدما نالت الحق المدني والسياسي ومارسته على مدى سنوات، إنما لنتطلع وبعين ثاقبة وفاحصة إلى ما يحصل في المملكة العربية السعودية.

فالمجتمع السعودي يعيش مرحلة تحول وتغيرات كاملة نحو الأحسن، فقد تعافى من «مرحلة الكبوة» بقرارات سيادية صححت اتجاه البوصلة وعددّت المسار، وانتهى «الوكيل» و»المحرمْ»، انتهى دور الرجل الذي كان يرسم خريطة حياة المرأة، فهذه المخلوقة كأنها وجدت فقط لإشباع الرغبات والشهوات!! هكذا كانت في سنوات غابرة، لا تسافر إلا بمحرَمْ ولا تتعالج إلا بإذن ولا تدخل مطعماً أو قاعة تدريس في جامعة إلا بفواصل تحجبها عن «الرجل»! فتعليمها يكاد يكون نوعاً من الفجور لدى البعض، وبالمختصر وضعت في قفص حديدي محكم إلى أن جاء من يكسر تلك القيود وتخرج المرأة حرة إلى مجتمعها، فهي اليوم شريكة للرجل بكل معنى الكلمة.

لقد خلعت الثوب الذي تم تفصيله وارتدت ثوب الحياة الكريمة والحرة والمتساوية والفاعلة، فقد تحررت من سطوة الفتاوى واعتلت المشهد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بكفاءة واحترام، فاحتدم النقاش مع السيدة الكويتية الوقورة بعدما دخل على الخط ضيف قادم إلى الجلسة لم تتمالك نفسها بل راحت تستعرض حصيلة ما تحقق للمرأة السعودية في السنوات الثلاث الأخيرة:

– السماح للمرأة بقيادة السيارة ومنحها حرية التنقل دون قيود.

– تعديل نظام الأحوال المدنية ووثائق السفر.

– فتح بوابة القبول والتجنيد للتقديم على وظائف عسكرية برتب مختلفة وفي كل فروع القوات المسلحة.

– دخول المرأة السعودية في معترك القيادة والمناصب العليا، بحيث باتت تتولى وظائف قيادية في السلك الدبلوماسي والمديرين العامين وفي العمل السياسي، وتولت على سبيل المثال رئاسة هيئة الموسىقى والجامعات غير النسائية وأصبحت ضابطة في الحرم المكي، وفي صناعة الأمن السيبراني ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، فالمشهد المجتمعي الانفتاحي لا تخطئه العين مهما ابتعدت المسافات، فهي تتقدم بخطى ثابتة نحو المساواة والمشاركة. تغيرت صورة المملكة، وباتت حديث الكويت والخليج والعالم، فما تسمعه يدعو للإعجاب بالفعل إنهم يصنعون تاريخاً جديداً، وهذا ما أوجد حالة من الانبهار واليأس في الوقت نفسه، الانبهار بما يجري من خطوات انفتاحية عاقلة ويأس من التراجع في حالة الحريات في الكويت!

* استعرت عنوان المقال من «تغريدة» للزميل الشاعر حمود البغيلي، والذي بات حضوره في الفضاء الإلكتروني أكثر تأثيراً وفاعلية إيجابية.

Back to top button