لا جديد
بقلم: حسن العيسى

النشرة الدولية –

لن يحدث أي جديد في 6 أبريل، وسيحصل رئيس الحكومة على الأغلبية، و”تيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي”.

وبغض النظر عن دستورية الاستجواب وشرعيته، إلا أنه ألقى حجراً ضئيلاً في مستنقع الدولة الراكد بالفساد واللامبالاة، وكانت ملاحظات النائب حسن جوهر في مكانها الصحيح عن الحياة المريضة بدولة “يا رب لا تغير علينا”.

استجواب سمو رئيس الحكومة ليس لأنه فعل شيئاً من عام ٢٠١٩، بل هو استجواب لأنه لم يصنع شيئاً، وترك الأمور على خط سيرها المنحرف، لكن هل كان بإمكانه أن يغير أو يعدل من نهج السُّلطة وانحرافها؟ الإجابة نافية. الاستجواب لم يكن لرئيس الحكومة، بل هو للسُّلطة غير المكترثة، ورئيس مجلس الوزراء هو جزء منها، وليس كُلها، وإذا كانت هناك أي مسؤولية على سمو الرئيس، فهي أنه لم يمارس مسؤولياته المفترضة، فكأن هناك مَنْ يدير “الشو” السياسي الحاكم بصفة مُطلقة من خلف الستار المسرحي للديموقراطية الكويتية، سواء باختيار نوعية الوزراء، أو بترك القرعة ترعى.

خذوا مثالاً على ذلك، لم يطرحه النواب المستجوبون، لأنه ليس من اهتمامات الأغلبية المغيبة فكرياً، وهو اجتهادات دائرة الإفتاء بوزارة الأوقاف، فحسب فتواها الأخيرة يصبح مكان أفضل وزيرة في حكومة الشيخ صباح الخالد – د. رنا الفارس- هو الجلوس في مطبخ منزلها كي تقضي وقتها في تقطيع البصل وهرس الثوم، وليس مكانها مجلس الوزراء الذي تتبعه إدارة الإفتاء، وليت الوزيرة رنا قدمت استقالتها لرئيس الحكومة، كرسالة احتجاج على تلك الفتوى، لما فيها من امتهان للمرأة، وارتداد لوضعها بالدولة إلى القرن السابع.

أيضاً خذوا مثالاً آخر على ضعف ومزايدة هذه السُّلطة للجماعات المحافظة، والتي تؤدي اليوم دوراً رائعاً في إشغال المجتمع “المغيب وعيه التقدمي والغارق بالهرولة في أروقة المولات” عن قضاياه الرئيسية، فمجرد أن يذكر أي نائب محافظ أو مدَّعٍ للمحافظة أن هناك حفلاً يخالف العادات والتقاليد، ولو بتغريدة سخيفة، يهرول الوزير المختص لمنعه ومعاقبة أصحابه. طبعاً تجد هذه الإدارة المتخلفة عذرها بعدم وجود ترخيص، أو تجد لها أي عذر آخر لفرض المزيد من الغم والملل بدولة لا ينقصها المزيد من السخف والسأم والفساد.

لن يتغير أي أمر، فاحتلال دولة بكاملها لمدة سبعة أشهر عام 1990 لم يؤثر في إدراك أصحاب النهي والأمر بخطأ تركيبة الإدارة السياسية، فماذا تتوقعون من هذا الاستجواب وأي استجواب آخر؟ هم يملكون المال والسُّلطة، وأنتم تنتظرون الرواتب والزيادات المقررة. أما ما يحدث في العالم من تغيرات كبرى، فليس هذا من شأنكم، فهم دائماً الأبخص.

Back to top button