الخطاب الأمريكي كاذب .. وسأصدقه اذا طُبق على الصهاينة
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تتباكى الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة على من قتلهم الرئيس الروسي بوتين، في الحرب الدائرة بين روسيا والقارة الأوروبية والولايات المتحدة ممثلين بأوكرانيا، كما تتباكى على من يقتلهم الرئيس الكوري الشمالي كيم جون أون من أبناء شعبه، ويزداد بكائهم وهم يذرفون الدموع بغزارة على قيام الرئيس الصيني شي جين بينغ بقتل العديد من سكان العالم واقتصادات الدول بجائحة كورونا، ويعتبرون أنفسهم أصحاب الحس الإنساني في هذا العالم وأنهم يبحثون عن الأفضل للشعوب والدول، وأنهم يقفون متربصين بكل من يحاول الاعتداء على العالم، لذا وجدناهم يعدمون وبدم بارد الرئيس العراقي صدام حسين ويقتلون الرئيس الليبي معمر القذافي ويتسببون بقتل اليمني علي عبدالله صالح.
ورفعت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وتابعهم الذليل الأمم المتحدة جهوزيتهم لمواجهة الخطر النووي المتزايد من روسيا والصين وكوريا الشمالية، لتطالب الأمم المتحدة بحماية العالم من خطورة كيم وأسلحته النووية وبوتين وغطرسته واصراره على نشر السلاح النووي، وجين ومحاولات سيطرته على الاقتصاد العالمي بطريقة استفزازية وبحماية صواريخ نووية بعيدة المدى، وتروج الولايات المتحدة لعداء هؤلاء الرؤساء بوصفهم بالمنفلتين وأنه من الصعب السيطرة عليهم أو توقع تصرفاتهم، مع العلم ان اي من هذه الدول لم تستخدم السلاح النووي كما فعلت الولايات المتحدة في اليابان التي قصفتها بالقنايل النووية، والعراق وقصفها باليورانيوم المخصب الذي تسبب في قتل آلاف العراقيين بشكل مباشر وإصابة آلاف بأنواع متعددة من أمراض السرطان، وهو ما فعله الكيان الصهيوني في حربه على غزة.
ورغم الضغوط الأمريكية على روسيا والصين وكوريا الشمالية إلا ان اي من هذه الدول لم تنزلق لما وصلت إليه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ولم يستخدم اي منهم في تهديداته ومواجهاته العسكرية اليوانيوم المخصب أو القنابل النووية، وهو ما يجعلنا ندرك ان الثعلب الأمريكي يتحدث بكذب واضح عن الأخلاق التي يفتقدها في حروبه، ولو كانت اخلاقه سليمه لوقف موقف موحد أمام جميع من يهددون الأمن والسلم العالمي، وهم من وجهة النظر الأمريكية روسيا والصين وكوريا الشمالية، لكن لا يوجد إنسان عاقل غير متحيز في العالم أجمع لا يضيف الكيان الصهيوني لهذه الدول، لا سيما انه يعبث بالأمن في منطقة الشرق الأوسط ويقصف في سوريا ولبنان، ويهدد بفناء بعض العاصم العربية بالاسلحة النووية، ورغم ذلك لا يعتبر كيان إرهابي في حسابات واشنطن الظاهر للعيان تحيزها.
هذه هي الولايات المتحدة التي لا تعترف بالقوانين إلا إذا كان لها مصلحة في تطبيقها، وترفضها وتضعها وراء ظهرها إذا كان فيها مصلحة لغيرها، فهي تحرس دول الارهاب وتنصب نفسها شرطي على العالم، لكنه شرطي غير منصف لا يتصف بالعدل.
سأبدأ بتصديق الخطاب الأمريكي حين تتحدث خطاباتهم عن الكيان الصهيوني كما تتحدث عن روسيا والصين وكوريا الشمالية، عدا ذلك فحديث واشنطن كذب وخداع.
آخر الكلام:
اختم مقالي بما قاله صديقي الفيلسوف المبدع أسامة جبارة حيث قال:إن الولايات المتحدة الأمريكية آخر من يحق لها أن تتحدث عن الإرهاب ابتداء من فيتنام الى العراق وقد استخدمت كل الأسلحة المحرمة دوليا، وترتكز سياستها على ازدواجية المعايير وهذا يذكرني بقصة الصياد، الذي لا تنظر إلى عينيه بل انظر ما فعلت وتفعل يداه