فلسطين من الحجر للسكين للرشاش للتحرير..
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يشدد الشعب الفلسطيني مطاردته للصهاينة في تطور نوعي ملحوظ في العمليات الفدائية الفلسطينية، والتي تسببت في تطور بزيادة عدد قتلى الصهاينة، وتطور في انتشار الرعب حتى غدا الصهاينة أسرى في صناديق تسمى مستعمرات، تطور أثبت سقوط جميع إتفاقات الإستسلام ونهايتها على أرض الواقع، تطور غير شكل القيادات ونقلها من أيادي أصحاب القصور لقبضات أصحاب القلوب الجريئة، تطور في الامل وفسحة الحُلم باقتراب الحرية، تطور في شمولية العمليات لتصل جميع مناطق فلسطين، تطور في آليات التنفيذ واستخدام الأدوات من الحجر للسكين للحافلة للرشاش، وهذا التطور أسقط نظريات الأمن والقوة العسكرية الصهيونية.
فقد ألهب أبناء فلسطين الوطن بعمليات بطولية حولت الصهيوني المتغطرس إلى جبان يبحث عن الأمان، وجعلت من جنودهم أهداف سهلة الإصطياد، فالعمليات كسرت عنفوان جيش الإحتلال وجعلت كل متدثر به عريان، وأرعبت جميع الحابين صوب تل الربيع المحتلة وجعلتهم يفكرون ألف مرة قبل الزحف، عمليات حولت المُطارِد إلى طريدة وجعلت المطلوب طالب فتغيرت المعادلة الأمنية وانتشر الرعب في الداخل الصهيوني، في بيوتهم وأسواقهم وشواراعهم وليس على الحدود، ووأمسى خوفهم ورعبهم من الرشاش وليس من الصاروخ فقط.
عمليات أثبتت أن فلسطين واحدة من البحر للنهر ، وأن الشعب من رفح للناقورة على قلب وطن واحد، وبعد أن كانت المفاوضات سلاح للسلام فإن الرشاش طريق للحرية، فالعمليات جعلت العالم وحلفاء الصهاينة يدركون أن الظُلم والقهر يُنتج الرد المناسب لحجم وقوة الفعل، وأن الحل يجب أن يكون على قياس الشعب وليس بالتلاعب بالكلمات في الإتفاقات، لترسخ هذه العمليات نظرية الوطن الواحد وأن حل الدولتين الذي يروج له الكثيرون صعب التحقيق إلا إذا شعر أبناء فلسطين بحريتهم الكاملة وحرية قرارهم ومعابرهم وحدودهم.
التطور في العمليات ضد المُحتل يوجب على العالم أن يُسارع للنهوض بفلسطين ويعلنها كدولة حقيقية ذات سيادة كاملة منفصلة بحدودها ومداخيلها عن الكيان الغاصب، وعلى العالم أن يقوم بواجبه في الارتقاء بالدولة حتى يعيش الكل في أمان، وإلا فان الرعب يولد الرعب وما يحصل هذه الأيام من قتل للصهاينة هو نتاج إجرامهم وغطرستهم واستهانتهم بالدم الفلسطيني، لذا على العالم أن لا يُراهن على حالة الضعف الفلسطيني كون الشعب قادر على إشعال إنتفاضة الدم والتي سيدفع الصهاينة الثمن الأكبر فيها، ليكون الحل واضح ووحيد لكن الصهاينة وشركائهم لا زالوا يرفضون السلام الحقيقي وإعادة الأراضي، ليُشعلوا المواجهات ويتسببوا بمقتل جنودهم ومستوطنيهم، ليكون الرد من جنس العمل، فهل يتعظوا.؟!