اليمنيون يستقبلون الهدنة بحذر بعد دخولها حيز التنفيذ
النشرة الدولية –
دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ، مساء السبت، بحسب ما أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ.
وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي: “بدأت الهدنة التي تستمر لمدة شهرين في الساعة السابعة من مساء اليوم. بدءا من الليلة، تتوقف كل العمليات العسكرية الهجومية برا وجوا وبحرا”.
وأكد المبعوث الأممي أن “نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة، بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة”.
وبحسب البيان “تتضمن بنود اتفاق الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع”.
الحوثيون المتحالفون مع إيران، من جهتهم، قالوا على لسان المتحدث باسم جناحهم العسكري يحيى سريع، في بيان، السبت: “نعلن دخول الهدنة الإنسانية والعسكرية حيز التنفيذ والتزامنا بالوقف الشامل للعمليات العسكرية طالما التزم الطرف الآخر بذلك”.
كيف استقبل اليمنيون الهدنة؟
رحب اليمنيون بوقف إطلاق النار، باعتباره بصيص أمل في بلد عصفت به حرب مستمرة منذ سبع سنوات، دفعت الملايين إلى هوة الجوع والفقر والتشرد.
ولكن بعد عدة محاولات فاشلة للسلام وتصاعد للعنف على مدى ما يزيد على عام، استقبل اليمنيون أنباء الهدنة بحذر.
ووصف المهندس الكهربائي مراد عبد الله (38 عاما) في عدن العاصمة المؤقتة الهدنة بأنها جيدة، لكنه قال إنه لا يثق في نجاحها لأن كل طرف سيكون لديه تفسير مختلف لكيفية تنفيذها، مما سيؤدي لانهيارها.
والهدنة التي تستمر لشهرين، والتي تتزامن مع بداية شهر رمضان، هي المرة الأولى منذ عام 2016 التي تتفق فيها الأطراف المتحاربة على وقف القتال على مستوى البلاد.
وقالت ابتهال العرشي، وهي موظفة حكومية في عدن، لرويترز: “هدنة ليس لها أي معنى، وكأننا نستخدم مسكن مؤقت، كغيرها من إعلانات سابقة لوقف إطلاق النار في رمضان خلال السنوات الماضية وفشلت… نحن نريد إنهاء هذه الحرب العبثية نريد سلاما حقيقيا في ظل دولة مدنية تحفظ حقوق الناس وحرياتهم”.
ورحب الزبائن في سوق مزدحمة في صنعاء باحتمال أن تفضي الهدنة إلى تقدم حقيقي بعد سنوات من المشقة.
وقال نجيب البشيري، وهو موظف حكومي: “والله الهدنة حاجة جيدة وممتازة، بس إحنا نشوفها كما طبقت في الواقع، كيف بتصير (ستكون). يتوقف الضرب على صنعاء، يفتتح المطار، يفتتح ميناء الحديدة، نحس إن به هدنة وإن به حاجة ملموسة”.
من جانبه، قال مبعوث الولايات المتحدة إلى اليمن تيم ليندركينغ، في بيان، مساء السبت: “تسببت سبع سنوات من الحرب بكثير من الألم. نحث الأطراف على الالتزام بالبنود وتمهيد الطريق نحو وقف مستدام لإطلاق النار وعملية سلام سياسية شاملة”.
ويأتي إعلان الهدنة بعد جهود قام بها المبعوث الأممي منذ أشهر.
وتكثفت الجهود في الأيام الأخيرة. والتقى غروندبرغ، الخميس، ممثلين للحوثيين في سلطنة عمان، بالإضافة إلى سلسلة لقاءات أجراها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في الرياض.
وتزامن الإعلان مع نقاشات حول النزاع المدمر في اليمن تستضيفها السعودية.
ورغم رفضهم المشاركة في المحادثات الجارية على أرض عدوتهم، قدم الحوثيون، الأسبوع الماضي، عرضا مفاجئا لهدنة مؤقتة وتبادل أسرى.
إثر ذلك، أعلن التحالف، الذي بدأ تدخله في آذار 2015، أنه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان.
“بعد تأخر طويل”
وقال غروندبرغ، في بيان الجمعة: “وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده”.
وأوضح المبعوث الأممي أنهم وافقوا على “دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محددة مسبقا”.
وأردف: “اتفق الأطراف أيضا على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن”.
وشكر هانس غروندبرغ الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا على العمل معه “بحسن نية ولتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق”.
واعتبر أن “الهدنة ما هي إلا خطوة أولى آن أوانها بعد تأخر طويل”.
وشدد مبعوث الأمم المتحدة على أن “الهدف من هذه الهدنة إعطاء اليمنيين مهلة هم بأمس الحاجة إليها، تُفرِّجُ عنهم المعاناة الإنسانية، وأهم من ذلك الأمل في أن إنهاء هذا النزاع ممكن”.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، بالهدنة في اليمن، ووصفها بأنها “متنفس انتظره الشعب اليمني طويلا”، لكنه اعتبرها “غير كافية”.
وفي بيان، أشار بايدن إلى أن “هذه خطوات مهمة لكنها غير كافية. يجب التزام وقف إطلاق النار. وكما قلت سابقا، من الضروري إنهاء هذه الحرب”.