ميسيتش: سياسة الكويت حكيمة ومتوازنة
الرئيس الكرواتي الأسبق أكد أن الحرب الروسية - الأوكرانية أزمة عالم.. «الحوار لا المواجهة»
النشرة الدولية –
النهار الكويتية – سميرة فريمش –
أكد رئيس كرواتيا الأسبق ستيبان ميسيتش ان العلاقات الكويتية – الكرواتية بدأت قبل انفصال كرواتيا عن يوغسلافيا، وهي علاقات متميزة مع وجود رغبة البلدين في تطويرها على جميع المستويات.
السياسي الكرواتي المخضرم الذي كان على رئاسة بلاده لدورتين متتاليتين واثناء مشاركته في المنتدى العالمي لثقافة السلام العادل الذي عقد في مالطا أوضح ان فتح سفارة كرواتية في الكويت عززت وطور هذه العلاقات، مؤكدا ان بلاده تدعم الكويت في جميع المحافل الدولية وتدعم ملفها لدى الاتحاد الأوروبي لاعفاء مواطنيها من تأشيرة شينغن. ميسيتش الذي اشاد باعادة العلاقات مع الكويت لما يخدم مصالح البلدين وعلاقاتهما القديمة التي تأثرت بالحرب في يوغسلافيا السابقة رأى أن الفرصة الآن سانحة لتنمية هذه العلاقات. وأكد أهمية استثمار الارث التاريخي الذي تتمتع به العلاقات بين البلدين وذلك بما يخدم مصالحهما ومصالح شعبيهما.
مشيرا الى وجود فرص لخلق شراكة مهمة بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مشيداً بسياسة الكويت على الصعيد الدولي والتي وصفها بالمتوازنة والحكيمة.
كما دعا الى تعزيز الحضور الكويتي في بلاده مبيناً أن الكويت وعلى مدى عقود مضت نجحت في تحقيق سمعة رفيعة في الاوساط الكرواتية والاقليمية الامر الذي يعطيها الفرصة لتحقيق اولويات اقتصادية مهمة في السوق الكرواتي والتي وصفها بالمتقدمة.
كما تحدث في لقاء لـ«النهار» عن فرص السلام وتعزيزه في المنطقة وانهاء الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا وفي الحوار التالي تفاصل أكثر:
كيف تقيمون العلاقات بين كرواتيا والكويت؟
هناك تاريخ طويل لعلاقاتنا ودولة الكويت الصديقة، فمنذ أن كانت كرواتيا جزءاً من يوغسلافيا، كانت العلاقات الكويتية الكرواتية وهي علاقات قوية وهناك عدد من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين فضلا عن فتح سفارة لكرواتيا في الكويت الذي عمق هذه العلاقة ناهيك عن الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين (..)
وأريد أن أؤكد ان بلدنا تدعم الكويت وتدعم ملفها امام الاتحاد الأوروبي بإعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة الشينغن، فهناك رغبة لدى البلدين لتعزيز وتعميق هذه العلاقة ونسعى إلى تعزيز التعاون السياسي وتقديم التسهيلات لاستقطاب السياح لبلدنا.
واعتقد ان هناك مشاورات سياسية بين البلدين على مستوى كبار المسؤولين للارتقاء بهذه العلاقات إلى الأفضل.
فخلال أكثر من 27 عاماً من اقامة هذه العلاقات ونحن نسعى إلى تطويرها وتنميتها لما يخدم مصالح بلدينا. وهناك اتفاق بين البلدين على اهمية تعزيز التعاون فيما بينهما في المحافل الدولية ومواصلة دعم الجهود الرامية إلى انهاء الازمات والتحديات المعقدة عبر القنوات الدبلوماسية والحوار البناء.
كما نتطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي ليصل إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين وان تشهد المرحلة المقبلة تطوراً ملحوظا وقفزة نوعية في العلاقات بين بلدينا على المستويين التجاري والاقتصادي.
كيف تقيمون علاقات كرواتيا مع العالم العربي؟
عندما كنت ولفترتين من الرئاسة في بلدي عملت بالقدر الكافي والفعال لتطوير علاقات بلدي مع جميع الدول العربية وهي دول صديقة، كرواتيا اليوم لديها علاقات متميزة مع الدول العربية وهي في تطور مستمر.
عالمي الثقافة
ماذا عن مشاركتكم في المنتدى العالمي لثقافة السلام العادل في ظل الأوضاع التي تعيشهُا اوروبا حاليا؟
كرواتيا دولة صغيرة لكنها داعمة للسلام وتعمل على نشره في العالم وبكل تأكيد فإنها تدعم اي مؤسسة أو جهة أومنظمة تعمل من أجل نشر ثقافة السلام وانا سعيد جداً بمشاركتي في هذا المنتدى المهم الذي نظمته مؤسسة البابطين الثقافية لنشر السلام في العالم بشكل موسع، وفوري . وهذا أمر يستحق الثناء ويستحق الدعم.
الحرب الروسية
كيف ترون الحرب الراهنة بين روسيا وأوكرانيا؟
في كل أزمة عندما تقع ننظر إلى الاسباب وإلى الصراع الدائر هناك وما يحدث في أوكرانيا طبعا أمر مرفوض ومن ناحيتي ارى ان الحرب لن تجدي وانما تكون عواقبها وخيمة ودائما ما ندعو إلى الحوار السلمي لحل اي خلاف لأن الحرب لن تعود بالفائدة على اي طرف كان سواء روسيا أو أوكرانيا أو العالم واعتقد ان اتفاقية مينسك كانت واضحة وتحدد العلاقة بين البلدين والرجوع إليها يكون أفضل الحلول.
هل تعتقدون ان المفاوضات ستقضي إلي إنهاء الحرب؟
الحروب التي وقعت في العالم انتهت بالحوار والمفاوضات بين الاطراف المتنازعة.. طبعا بوجود وساطات ونعتقد ان الأمور بين روسيا وأوكرانيا ستؤول ايضا في نهاية الامر إلى الحوار ونأمل ان يتم ذلك في المستقبل القريب.
اتفاقية مينسك
ذكرتم ان اتفاقية مينسك ستكون مرجعاً للحوار الا أن الطرفين يتهمان بعضهما البعض بخرق هذه الاتفاقية، فكيف يمكن الجمع بينهما والعودة الى الاتفاقية؟
عندما نتحدث عن اي صراع لابد أن نعود الى مصدر هذا الصراع، والدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي سابقا والتي تقع على الحدود مع روسيا تعتبرها روسيا أنها تشكل الأمن القومي لها وبالتالي جاءت هذه الاتفاقية التي تحدد روح التعاون بين هذه الدول وحيادها.
واعتقد أنه بالحوار الجدي ما بين الجميع وعقد مؤتمرات تخص السلام والأمن سوف نتفادى وقوع هذه الحروب واعتقد ان الجميع فوجئ بوقوع هذه الحرب حتى الولايات المتحدة والتي أعلنت نية روسيا للدخول الى اوكرانيا بعدما حشدت الآلاف من الجنود على حدودها.
ولو ان الأمور آلت الى الحوار بين الدولتين الجارتين وتوصلا الى اتفاق لما حدث هذا الأمر.
أشرتم الى أن دولتكم صغيرة، فهل بالامكان ان تلعب دورا في انهاء هذه الحرب؟
الحروب لا تخدم الدول وايقافها يحتاج الى جهود الدول جميعها، ونحن دولة صغيرة وبالامكان ان نحث الجميع على الامتثال الى الحوار والدعوة الى السلام بين الدول والدعوة الى المفاوضات ودعم كل ما هو بامكانه ان ينهي الجحيم من منطقتنا.
فلا يمكن لدولة واحدة ان تلعب دورا احاديا لتعزيز السلام فالعمل يجب ان يكون مشتركا ومكثفا بين الجميع.
الحوار لا القوة
هل تعتقدون ان مبررات روسيا لاجتياح اوكرانيا كانت مقنعة؟
بالطبع ان استخدام القوة غير مبرر ولايمكن القبول به، وكان على روسيا ألا تقوم بمثل هذا الفعل وأن تحل الخلاف ان كان موجوداً بالحوار وان الحرب ليست الحل، فهي تأتي على الاخضر واليابس، هو نفس ما وقع في ليبيا ومع الرئيس القذافي لم تكن هناك اي محاولة للدخول في حوار وانما جاءت الحرب مباشرة ولم تكن هناك اي محاولات وبالتالي وقعت الحرب وما يحدث الآن يشبه الى حد كبير ما حدث في ليبيا.
بوتين والقذافي
من تقصد بشبيه القذافي، الرئيس بوتين ام الرئيس الاوكراني؟
لا هذا موضوع مختلف تماماً، وما ذكرته كان مجرد مثال فقط لتشابه الاحداث وانا وبلدي ندعم الحوار في اي مكان وما حدث في ليبيا او في اي مكان آخر دون فتح حوار بين الاطراف المتنازعة ادت الى الحرب.
هل تعتقدون ان هذا الصراع سينتهي قريباً؟
انا مؤمن ومعتقد ان الازمة ستنتهي وان المفاوضات ستكون جادة بين الطرفين لأن الحرب لا تمس فقط دولتين وانما دول العالم جميعها وهذا هو السبب الذي ارى فيه ضرورة ايجاد حل سريع لهذه الأزمة التي تؤثر في جميع دول العالم وايضا اذكركم بالممارسات التي قامت بها الولايات المتحدة من قبل عندما استخدمت في وقت سابق اسلحة نووية وبيلوجية ولم يفتحوا حوارا مع الدول التي استخدموا فيها مثل هذه الاسلحة، ولذلك لم تكن النتائج جيدة ولايزال العالم يعاني من آثار هذه الاسلحة والعالم لم يعرف حتى الآن من كان السبب الحقيقي لهذه الازمات والتاريخ يعيد نفسه.