الأمم المتحدة تعلق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.. والدول العربية تمتنع عن التصويت بإستثناء الجزائر وسوريا المعارضتين للقرار
صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس، على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية بسبب حملتها العسكرية في أوكرانيا، وذلك في إطار قرار جديد إعتمدته الدورة الطارئة الحادية عشرة للجمعية العامة اليوم الإثنين، بتأييد93 دولة ومعارضة 24 دولة، وإمتناع 58 دولة عن التصويت، الاصوات ولم تؤخذ في الاعتبار الأصوات الممتنعة ضمن غالبية الثلثين المطلوبة والمحصورة بين الاصوات المؤيدة والمعارضة فقط.،
ويعد هذا القر ار الدولي الجديد والذي حمل الرمز A/ES-11/L4 الثاني من نوعه في تاريخ الأمم المتحدة أي بعد قرار مماثل حول ليبيا في عام 2011،
ومن بين الدول العربية التي امتنعت عن التصويت: السودان، مصر، الأردن، قطر، البحرين، الكويت، العراق، تونس، اليمن، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان. أما الجزائر وسوريا، فصوتتا ضد مشروع القرار الذي اعتمد اليوم.
وفي بيانه الغاضب، ذكر نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، غينادي كوزمين، بأن بلاده تعتبر مجلس حقوق الإنسان جزءا هاما من النظام الدولي لحماية وتعزيز حقوق الإنسان، حيث أن دوره الأساسي يتمثل في الإسهام في إجراء حوار حكومي دولي غير مسيّس حول القضايا الأساسية لحقوق الإنسان.
وقال “لسوء الطالع وفي الظروف الراهنة، فإن هذا المجلس احتكرته مجموعة واحدة من الدول وتستخدمه لأهدافها قصيرة الأمد. فمن يدّعون أن عندهم معايير سلوك في مجال حقوق الإنسان، هذه الدول نفسها ولسنوات طويلة انخرطت في انتهاكات خطيرة ومتكررة لحقوق الإنسان، بالرغم من عضويتها في مجلس حقوق الإنسان، وهي ليست مستعدة للتضحية بمصالحها الاقتصادية وغيرها قصيرة الأجل لإضفاء الاستقرار على أوضاع حقوق الإنسان في دول مختلفة.”
وأشار إلى أن التزام روسيا بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها “لا يسمح لنا بالبقاء عضوا في آلية دولية أصبحت ممكِّنا لهذه المجموعة من البلدان ومساعِدا لها في الدفع بمصالحها وتحقيق أغراضها بتصويتات لاعتماد قرارات مثل هذا القرار.”
وأكد أن تعليق عضوية روسيا قبل انتهاء عضويتها “لا يعني أننا لن نستمر في أداء التزاماتنا الدولية بخصوص حقوق الإنسان.”
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، قد أكدت، الاثنين، أن بلادها ستسعى إلى تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، “ردا على الصور الواردة من مدينة بوتشا الأوكرانية”.
وأضافت: “لا يمكن السماح لروسيا باستخدام مقعدها في المجلس كأداة دعاية، تتيح لها الإشارة إلى أن لديها مخاوف مشروعة بشأن حقوق الإنسان”.
وتابعت متوجهة إلى 140 دولة “صوتت لإدانة” العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا: “إن صور بوتشا والدمار الذي لحق بأنحاء أوكرانيا يجبراننا على تحويل الأقوال إلى أفعال”.
من جانبها، حذرت روسيا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من أن الموافقة أو حتى الامتناع عن التصويت على محاولة الولايات المتحدة لتعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان سيعتبر “بادرة غير ودية” لها عواقب على العلاقات الثنائية، وفقا لمذكرة اطلعت عليها رويترز.
وحثت بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة الدول على “التحدث علنا ضد القرار المناهض لروسيا”. ولم يتضح على الفور عدد الدول التي تلقت المذكرة.
وجاء في المذكرة “من الجدير بالذكر أنه ليس فقط دعم مثل هذه المبادرة، ولكن أيضا الموقف المحايد في التصويت (الامتناع أو عدم المشاركة) سيعتبر بادرة غير ودية”.
وأشارت المذكرة إلى أنه “بالإضافة إلى ذلك، سيؤخذ موقف كل دولة في الاعتبار في تطوير العلاقات الثنائية وفي العمل على القضايا المهمة بالنسبة لها في إطار عمل الأمم المتحدة”.