القارة الافريقية تكتب شهادة وفاة كرة القدم..!!
بصورة مذهلة يتواصل سقوط التحكيم في القارة الافريقية، سقوط لا علاج له كونه ينبع من التركيبة النفسة للحكام ولإدارة الإتحاد القاري، والذين لا يهتمون بالقوانين والتشريعات بقدر إهتمامهم بإرضاء الذات وتصفية الحسابات، فيما جرى في لقاء مصر والستغال على أرض الأخير وفي مباراة الجزائر والكاميرون مثير للعجب، بل قد يدخل في سلسلة عجائب وغرائب، وربما يتم وضعه في كتاب جنيس للأرقام القياسية، ففي السنغال ظهرت أكبر كمية من أجهزة الليزر في ملاعب العالم، وفي الجزائر حقق حكم اللقاء الرقم القياسي في عدم الإنصياع لحكام الفار للتنبه للأخطاء التي غيرت نتيجة اللقاء وقلبتها رأس على عقب، ليصل لكاس العالم منتخبين امتلكا حظوظ أقل من منافسيهما.
ما جرى في اللقاءين من سقوط تحكيمي مريع لم يكن مفاجئاً للمراقبين، ولا مستغرباً على الحكام الأفارقة الذي سقطوا وأسقطوا بطولة القارة قبل أشهر، حين حولوها إلى مهزلة تحكيمية يتندر بها الجميع، ورغم ذلك لم يُحرك الإتحاد القاري ساكناً لمعالجة الأخطاء ومعاقبة الحكام المهرجين، بل استمر يدافع عنهم ليصل عبثهم لبطولة كأس العالم، ورغم ذلك وجدنا الإتحاد الدولي وقد تجمد في مكانه دون حراك وكأنه يوافق على المهازل التاريخية التي نشرها حكام الفار الألمان، وأعلنوا عن أخطاء معيبة تبين ان هناك من قرر نتيجة لقاء مصر السنغال والجزائر الكاميرون قبل أن ينطلقا.
ويبدو أن مكاتب المراهنات التي تتعامل بكرة القدم لها ذراع وليس يد فيما جرى، كونها الرابح الأكبر من هذه النتائج والتي بسببها حققت مرابح كُبرى، فالمراهنات كانت تصب في مصلحة مصر والجزائر، وفوزهما يعني ان هذه المكاتب ستدفع مبالغ مالية كُبرى للمراهنين، أما في حال خسارة مصر والجزائر فإن الأموال ستتكدس لدى مكاتب المُراهنات التي لن تخسر كثيراً لو دفعت عشرة ملايين للمتنفذين في الإتحاد الافريقي ولبعض الحكام، والقارة الافريقية مشهورة بأنها المركز الأبرز في عالم الفساد لكرة القدم، وبالذات في عصر عيسى حياتو الذي انتهى منذ خمس سنوات بعد أن قاد القارة قرابة الثلاثين عاماً من الدكتاتورية والعبث، لنجد ان اربعة رؤساء قد تقلدوا المنصب في السنوات الخمس الأخيرة مما يعني ان القارة بعد الدكتاتورية المطلقة دخلت في عصر الضياع، وكان التحكيم أول بشائر الضياع كونه بلا ضمير وغير نزيه يحكم ويتحكم في تحديد هوية البطل والمتأهل.
لقد اثبتت القارة الافريقية أنها بلا حكام فعلياً، وان غالبية المتواجدين حالياً مجرد مهرجين يمثلون دور العدالة، وبعد نهاية التمثيلية التي يقودونها يخرجون يبحثون عن مُنتج يمنحهم دور البطولة في مسرحية أخرى، ليصنعوا الربح لهم ولمكاتب المراهنات والخسارة للمجتهدين المبدعين، فأي ظلم هذا الذي نشاهده في عالم كرة القدم التي ستتحول بفعل هؤلاء إلى مسرحيات هزيلة غايتها إمتاع الجمهور بنتائج معروفة ومحددة مسبقاً، وعندها ستصبح كالمصارعة الأمريكية التي لكل لقاء فيها مُخرج يرسم طريقه وأحداثه لإمتاع الجماهير، لذا وبفضل القارة الافريقية ستصل كرة القدم إلى هذه المرحلة والتي ستكتب فيها شهادة وفاة كرة القدم.