مكتبة حمزة عليان
النشرة الدولية –
الترا صوت
يخصّص “ألترا صوت” هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.
حمزة عليان إعلامي وباحث من لبنان. يقيم في الكويت. خبير في مراكز المعلومات الصحيفة. مؤسس ومدير مركز المعلومات والدراسات في القبس (1976 – 2019). سكرتير تحرير القبس (2015 – 2019). من كتبه: زمان الكويت الأول، المسيحيون في الكويت، الكويت في الخمسينات، التثمين في الكويت وأثره في التطور العمراني (إصدار مشترك).
ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟
عندما تقضي عمرك في عالم الكتب يكاد يكون مستحيلًا العودة إلى البدايات، ولكني أعتقد أن بالإمكان تحديد عوامل ثلاثة: عاملين ذاتيين وواحد موضوعي. في الذاتي، نشأت في بيت بلا مكتبة وإنما مجموعة كتب دينية وفقهية يقرأها أبي ويدرسها جدي، وهو رجل دين في مدرسة القرية. درة هذه المجموعة كان كتاب نهج البلاغة الذي تفتحت عليه أسماعي ومداركي وشكل سر حبي للغة العربية وفتح شهيتي على القراءة.
في مرحلة لاحقة كان العامل الثاني هو الحاجة للعمل كي أتمكن من متابعة تحصيلي العلمي، بحيث سمحت لي قراءات الصبا وتمارين الكتابة بالدخول إلى عالم الصحافة.
أما بخصوص العامل الموضوعي فوضع العالم العربي، ولبنان تحديدًا في سبعينات القرن الماضي، المد القومي والثورة الفلسطينية وحركات التحرر فقد حفزت الكثير من أبناء جيلي على الانخراط في الشأن العام، وإن بأشكال مختلفة كانت الكتابة والعمل الصحافي نصيبي منها.
ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟
تأثير الكتب يوازي تأثير الأحداث الفردية الهامة في حياة المرء، لقد كان لنهج البلاغة عميق الأثر في نشأتي لجهة الانحياز إلى منظومة للقيم الرافضة للظلم والساعية إلى العدالة، من هناك انطلقت لاحقًا إلى قراءة طه حسين وعبد الرحمن منيف وتتبع كتب السير لشخصيات لعبت أدوار مهمة في قضايا الثورة والتحرر.
من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟
بعد أكثر من خمسين عامة من العمل في المجال الصحفي وعالم الكتابة، تصير لائحة الكتاب المفضلة طويلة جدًا لكن يمكنني أن أورد أسماءً مثل غسان تويني، وسمير عطا الله، وسليم اللوزي، وإبراهيم سلامة، أما في الشعر فهناك محمود درويش وأنسي الحاج، وفي الرواية غسان كنفاني، والطيب صالح، ومليكة أوفقير، ومحمد الأسعد، ورجاء نعمة، بالإضافة إلى كتاب كلاسيكيات الأدب العربي والعالمي.
هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟
طبعًا أقوم بكتابة ملاحظات دائمًا على صفحات الكتب التي أقرأها، أو على قصاصات أتركها داخل الكتاب، ففي زحمة المعلومات وتدفقها في هذا العالم الرقمي الذي صرنا بداخله يبقى تدوين الملاحظات أفضل تمارين الذاكرة والتذكر.
هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟
انتقلنا جميعًا للقراءة عبر الشاشات المضاءة وهي حصيلة طبيعية لتطور أدوات العمل، يسجل للتطور التكنولوجي تسهيله عملية الحصول على المعلومات والكتب، إلا أن متعتي في القراءة لا زالت في عالم الحبر والأوراق.
حدّثنا عن مكتبتك؟
كانت الكتابة وما زالت وسيلتي لربط عوالم الطفولة والشباب والمستقبل والمكتبة شكلت بيت هذه العالم ورفوفها مسرح أحداثها. لدي اليوم ثلاث مكتبات: واحدة في الكويت مكان الإقامة والعمل، ثانية في دوحة الحص قرب العاصمة بيروت وثالثة في منزل العائلة في قريتي الجنوبية، بدون المكتبة لا يكون البيت بيتي. وحين أضفت أعمالي إلى رفوف مكتبتي كان الأمر موازيًا لفعل إضافة الصور إلى ألبوم العائلة.
ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟
أحرص على متابعة الإصدارات الجديدة دائمًا سواء للفائدة المعرفية أو العمل. حاليًا أقرأ كتابي “جمال عبد الناصر والحركات السياسية في عمان” و”الحركة القومية العربية في الخليج العربي”.