لصالح من تعمل المنظمات غير الحكومية؟!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يبحثون عن تقارير اعلامية خاصة تمكنهم من معرفة أدق تفاصيل الحياة وهمومها، وقدرة الشعب على الإحتمال وجاهزيته للخروج على النظام، تبحث المنظمات غير الحكومية المتزايدة في عديد الدول العربية، عن مفاتيح الشعب ونقاط الضعف ليحددوا متى يستخدموها وما هو الوقت المناسب ليكون تأثيرها أكثر دماراً وخرابا، فيرسلون من يقدم محاضرات عن الديموقراطية والفساد تحت عنوان تطوير المجتمع، ويضغطون على نقاط حساسة لإثارة الشعب ضد الحكومات التي تسمح لهم بالعمل بكل حرية مستغلين ضغط القوى السياسية في الدول التي تتبني مشاريع هذه المنظمات على الدول التي ترزخ تحت قسوة وذل الديون، ولا تملك القوة السياسية والفكرية لرفض هذه البرامج رغم خطورتها على المجتمع.
يركزون على كل شيء جديد يمثل اختراق للعادات والتقاليد بغية صناعة إنقسامات في المجتمع تمكنهم من إستغلالها لإشعال الوطن، فقسموا المجتمعات إلى تنويريين متحضرين كونهم يمارسون أسوء أنواع الشذوذ الفكري، وإلى متشددين متمسكين بتاريخ الأمة وثقافتها، وحتى يجعلوا من برامجهم مقبولة في الشارع يتم طرحها للحوار في العلن بالفنادق الفخمة وبرعاية أسماء رنانة، ويركزون على التعامل مع الفكر القاتم السواد كقضايا تحرر ونهضة تحت عنوان حرية الرأي والاعلام ، فيبحثون عن تقارير تحض على تحرر المرأة وتقليل صلاحيات الأهل من خلال قصص مُنتقاه أو معدة بطريقة سينمائية والترويج لها كقضايا إنسانية، وعلى قضايا تختص بجرائم الشرف لإظهار المجتمع بصورة وحشية يتقبل القتل دون تحقيق ويمنح من لا يملك القانون بتنفيذ قانونه المُجتمعي الخاص.
ويركز جنود التحرر الفاضح على إحداث تغيير في المناهج المدرسية والجامعية وبالذات تلك التي تساهم في غرس الثقافات وتُسهل من توارثها، ويخترعون عيوباً فيها لإثبات عدم ملائمتها للحداثة والمدنية من خلال إسقاطها على نماذج مُضللة، مما يجعل البعض ينقاد لهم لا سيما ان حملة لواء التغيير يعتبرون من صفوة أبناء الوطن ولهم مكانة إجتماعية أو إقتصادية أو سياسية في المنطقة، وهنا تصبح الرؤيا معدومة ويسير المجتمع كالمنوم مغناطيسياً لقتل وطنة بكل شجاعة .!!
نهاية الأمر الكارثية ان جميع هؤلاء يقومون بدور العميل الذي يتقاضى المال نظير الطعن في وطنه وشعبه وثقافته، لكنهم يتقاضون هذه الأموال بطريقة شرعية وفي مكاتب فخمة، وعمل مرخص من الجهات الرسمية، ليكون عملهم بمثابة غدر مُرخص ولا يمكن لأحد وقفهم والتصدي لهم كونهم يملكون قوى خارجية قادرة على تحويلهم إعلامياً لأبطال خارقين يتم الإعتداء على حريتهم وفكرهم، لذا على الدول المستهدفة أن تصمت وتموت بهدوء أو على صوت المدافع والرشاشات المستوردة من الغرب ليقتتل بها أبناء الوطن، فهل تصحوا الدول العربية وتُشكل لجان متخصصة من شخصيات أكاديمية للتحقيق في هوية وأهداف وطريقة عمل المنظمات غير الحكومية، وتحديد من يخدم الوطن ببرامج واضحة تساهم في حماية الأوطان ومن يسعى لتدمير البلاد والعباد.
آخر الكلام
إذا كان إسمها منظمات غير حكومية فمن يقودها ومن يقف ورائها ومن أين تأتي بالمال؟، هي أسئلة على الحكومات معرفتها ومعرفة أهداف هذه المنظمات المُعلنة وغير المُعلنة قبل فتح أبواب الدول أمامها.