التريّث السّني.. قرار ثابت بانتظار ضوء سعودي!
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية –

في ظلّ الحسابات الدقيقة التي تُجريها القوى السياسية والتكتلات النيابية بالإضافة الى بعض المرجعيات الخارجية للتوازنات داخل المجلس النيابي وكيفية انقلاب المشهد في لحظة سياسية قد تكون غير مدروسة لصالح هذا المرشح او ذاك، تُطرح عدّة تساؤلات حول مجموعة من القوى السياسية القادرة على قلب المشهد السياسي والرئاسي.

ولعلّ “التيار الوطني الحر” هو الجهة الأبرز القادرة على قلب النتائج والمعادلات، بحيث أنه اذا اتخذ قراراً بالاصطفاف الى جانب قوى الثامن من آذار و”حزب الله” فإنه سيؤمّن وبشكل حاسم انتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، أما في حال انضمامه الى المقلب الاخر، فهذا “الانقلاب”، وإن كان مستبعداً، سيؤدي حتماً الى ترجيح كفّة خصوم “الحزب”.

الفريق الثاني المؤثر، وإن بدرجات أقل هو “الحزب التقدمي الاشتراكي” وكتلته النيابية التي تؤمّن للفرقاء السياسيين دعماً وازناً سياسياً ونيابياً والذي سيصّب بلا أدنى شك في مصلحة فرنجية، غير أنه وفي حال تمّ سحب الدعم، كما حصل مع المرشح النائب ميشال معوّض، فذلك من شأنه أن يشكّل ضربة قاسية للمرشح الذي يتراجع عن دعمه “الحزب الاشتراكي”.

الى جانب هؤلاء يبرز “نواب السنّة” الذين يصطفون بشكل منظّم ضمن كتلة واحدة، اضافة الى عدد كبير من النواب الذي يدورون في نفس الفلك الا أنهم غير منظّمين بالمعنى التقليدي للكلمة. وهؤلاء يتّجهون اليوم بنسبة كبيرة منهم نحو تأييد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، لكن هذا التأييد لا يمكن “تقريشه”أصواتاً نيابية في ظلّ الرفض السعودي.

يميل معظم النواب السنّة لكفّة فرنجية لكنّهم في الوقت نفسه ليسوا في وارد اثارة امتعاض المملكة العربية السعودية التي لا تزال غير راغبة بوصول فرنجية الى سدّة الرئاسة الاولى أقلّه في الوقت الراهن. ومن هنا يمكن تفهّم موقفهم المتردّد وغير المحسوم في المعركة الرئاسية، إذ إنهم لم يفصحوا عن موقفهم من أي شخصية حتى الان وهذا الامر، وفق مصادر سياسية، دليل على أنهم يدعمون فرنجية سرّاً الا أنهم لن يذهبوا الى تأييده علناً من دون موافقة سعودية، وهذا ما تدركه القوى الداعمة لفرنجية وتحديداً “الثنائي الشيعي”. لذلك فإن العمل على تثبيت تفاهمات رئاسية مع المملكة يسير على قدم وساق وإن كانت تتولاه اليوم فرنسا، وقد تتولّاه قوى أخرى في المرحلة المقبلة من أجل استجلاب غضّ نظر سعودي من مسألة وصول فرنجية الى قصر بعبدا.

Back to top button