رسالة الى اليميني المتطرف إسحق ليفانون : إذا كان هناك أزمات في المنطقة فسببها دولتكم الغبية
بقلم: نضال العضايلة
النشرة الدولية –
يقول الكاتب الصهيوني إسحق ليفانون موجهاً حديثه الملك عبدالله الثاني أن إسرائيل لن تكون كبش فداء لأزماتك، وهو بذلك يحمل الملك عبدالله الثاني والأردن مسؤولية ما يحدث في القدس والأراضي العربية المحتلة، إذ يرد هذا الكاتب الأرعن على تصريحات رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أمام مجلس النواب.
سيد إسحق، لن أتحدث معك بالسياسة، ولكني اود ان أسألك، ما هي الأزمة؟، ومتى بدأت؟، ومن افتعلها؟، الإجابة على كل هذه الأسئلة في متناولك سيد ليفانون، الإجابة في سواركم الذي تفرضونه على أبناء فلسطين المحتلة، الإجابة هي انكم اصل الصراع، والتاريخ لا ينكر ذلك، فتعال بنا نجيب على هذه الأسئلة لتضع نفسك في صورتها حتى تتأكد أنكم أصل الصراع.
الأزمة هي أن كل شيء بدأ بعدد من الحوادث المنفصلة لكن المترابطة في القدس الشرقية، والتي تصاعدت، ثم اتخذت طابعاً عسكرياً ومن ثم انتشرت، وبنت على نقاط الصراع التي تعتمل تحت السطح منذ سنوات والتقطت بسرعة جرعة من الأوكسجين، الأزمة يا ليفانون هي أن إغلاق سلطات الاحتلال للمسجد أمام المصلين لإقامة حفل غنائي انتهاكا خطيرا للمقدسات الإسلامية واستفزازا لمشاعر المسلمين.
الأزمة هي سيد إسحق أصلها وفروعها متجذرة في زوايا دولتكم المزعومة، والأزمة ليست أزمة واحدة بل أزمات فكلما خرجنا من واحدة أدخلتنا عنصريتكم وارهابكم إلى واحدات، ولكنك ويمنيك الأسود لم تكتفوا بفلسطين المحتلة وأهلها، فغزوتم العالم وزرعتم في كل ركن منه أزمة.
الأردن سيد إسحق وان كانت لديه أزمات داخليه إلا أنه مستعد لتقديم الغالي والنفيس من أجل الأقصى المبارك والقدس لا بل من أجل فلسطين من شرقها لغربها وشمالها لجنوبها، فهذه الأرض هي امتدادنا، وتاريخنا الذي حاربناكم من أجله في 48، 67، 68 ووقفنا ولا زلنا وسنبقى نقف معهم من أجل أن يلقوا بك وامثالك في نهر الأردن إن لم يكن الميت.
حملة التضامن الكبير التي قام بها الشعب الأردني وقيادته خلال الايام الماضية ردا على العدوان الصهيوني على اهالي القدس وعلى غزة سواء المسيرات الشعبية في المحافظات او في محيط سفارة الاحتلال في الرابية، وتصريحات رئيس وزارءها، تعبير حقيقي عن القيادة والشعب الاردني الذي ما توانى منذ مئة عام من نصرة الفلسطينيين.
الأردن سيد إسحق هو الأقرب لفلسطين وشعبها جغرافيا وسكانيا وعشائريا ونسبا، ووحدة الدم والمصير والمستقبل ولذلك فلا تستغرب أن نتوحد جميعا من اجل دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل السياسية والشعبية والمالية والطبية وما شاهدناه خلال الايام الاخيرة من جيل جديد اغلبهم ولدوا بعد انتفاضة عام 2000 في فلسطين يبشر بالخير فهذا شعب الجبّارين، ومهما حاولتم ان تنتزعوا فلسطين من عقولنا وقلوبنا فلن تفلحوا.
نؤمن في الأردن بأن المدن تعيش كالإنسان، ولديها حقوق، تمامًا كما لدى الانسان، لسوء الحظ، يشهد الكثيرون أن الفلسطينيين يفتقرون إلى معايير الحياة اللائقة في مدنهم، وهم يواجهون سلاحكم بالحجارة، وبما أن السكان هم من يبنون المدينة، فإن الوضع الحالي مليء بلا شك بانتهاك حقوق الفلسطينيين وليس فقط لمدنهم.
سيد إسحق، بدلاً من أن تلوم الأردن على موقفه مما يحدث في فلسطين كان الأولى بحكومتك المزعومة الإعتراف بوضع القدس، الذي يحدده القانون الدولي ويتطابق مع القرارات المختلفة، والإقتناع بضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني وإيجار حلول شاملة، فأي حل مقترح يجب أن يعزز السلام والتماسك للسكان، ويجب ألا يغذي الكراهية أو الإنقسام، كما ينبغي حماية عملية السلام وتجنيبها أي تدبير يعرضها للخطر.
واخيراً، هل سبق لك وقرأت ولو شيئاً بسيطاً من قرآن كريم أنزله الله على أمة محمد، أنصحك أن تقرأ سوره إسمها الإسراء، ولها إسم آخر هو بني إسرائيل، ففي أواخر آياتها هناك آية تدل على زوالكم وهي تقول بعد بإسم الله الرحمن الرحيم : “وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوْ الأَرْضَ، فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا”.