رغم قساوة الأزمة.. إلا أنّ لبنان أصبح عامل جذب للإنتاجات العالمية فما هو واقع السينما اللبنانية؟

النشرة الدولية –

ريتا عبدو

كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان” :

لطالما كانت السينما الملجأ الأول والأحبّ على قلب شريحة كبيرة من اللبنانيين، فيتهافتون لمشاهدة أجدد الأفلام في صالات العرض سواء كانت لبنانية أم أجنبية. لكن ككل القطاعات الحيوية، تأثرت السينما أولاً بوباء كورونا الذي أغلق دور السينما على كافة الأراضي اللبنانية لفترة طويلة. وما إن فتحت أبوابها من جديد لاستقبال رواد السينما، حتى تفاجأنا بارتفاع أسعار البطاقات أضعاف السعر السابق. فما هو واقع الإنتاجات السينمائية اليوم على صعيد لبنان؟ وكيف تأثرت الأعمال السينمائية بالأزمة الاقتصادية الراهنة من ناحية الإنتاج والعاملين في القطاع؟ وإلى ماذا يحتاج قطاع السينما اليوم؟

كل هذه الأسئلة، أجابنا عنها المخرج اللبناني والمسؤول عن المشاريع في قسم الفنون السمعية والبصرية في جامعة NDU جورج طربيه.

وعن واقع الإنتاجات السينمائية أكد طربيه أنه من المعروف أن أغلب الأفلام السينمائية التي تعرض في لبنان هي أفلام أجنبية، إضافة إلى بعض الأفلام العربية واللبنانية، وبما أن كلفة الأفلام الأجنبية على دور السينما بالدولار، لذا شهدنا منذ بداية الأزمة المالية، ارتفاعاً في سعر بطاقات الدخول. هذا ما أدى إلى تخفيف الإقبال على السينما، إضافة إلى جائحة كورونا التي أقفلت دور السينما لأكثر من عام. وهذا ما انعكس سلباً على إنتاج الأفلام اللبنانية التي كانت ترتكز على جني الربح من خلال العروض، لكن مع انخفاض التردد إلى السينما، أصبح هذا الأمر صعباً.

ولفت طربيه إلى أنه في المقابل، هناك أنواع معينة من الأفلام اللبنانية، لم تتوقف خاصة الأفلام التي يتم عرضها على مواقع أونلاين مثل نتفلكس وشاهد، التي كان يتم إنتاجها بالتعاون مع عدة دول عربية. ونوع ثان من الأفلام لم يتوقف ولم يتأثر بالظروف الراهنة، وهي الأفلام المستقلة، التي لا تحتاج إلى كلفة إنتاج عالية، وتستمر بالنجاح وحصد جوائز عديدة في المهرجانات العالمية.

وأعلن طربيه أنه رغم صعوبة الأزمة الاقتصادية في لبنان، إلا أنها كانت عامل جذب للأعمال وتركت أثراً إيجابياً، إذ أن أغلب الإنتاجات العربية أو الأجنبية للدعايات والفيديو كليب وغيرها.. والتي تستوجب تصويرًا وإخراجًا وإنتاجًا، باتت تلجأ إلى لبنان، بسبب انخفاض الكلفة سواء لناحية أماكن التصوير والمطاعم وكلفة فريق العمل. حتى أن العديد من المخرجين العالميين يتواجدون في لبنان لتصوير أفلام وثائقية متنوعة، بسبب سهولة أخذ أذونات التصوير وانخفاض تكلفتها، وسهولة إيجاد الأماكن المناسبة. ولتقريب الفكرة، مثلاً في دبي، أي مشروع إنتاجي صغير، سيكلّف آلاف الدولارات بسبب غلاء التكلفة، بدءًا من رخصة التصوير وأجرة فريق العمل… في المقابل، يمكن التصوير في لبنان بتكلفة إنتاج أقل وبالجودة نفسها، وهذا ما ينعكس إيجاباً على الأشخاص العاملين في قطاع التصوير والتمثيل والإخراج في لبنان. وبالنسبة للمخرجين، يمثّل لبنان البلد الأغنى بالقصص الملهمة والأماكن الملائمة للتصوير، والجو العام الذي يشجّع المخرجين على الإبداع أكثر فأكثر. ما يعني أن أي فكرة موضوع يمكن أن تنجح في لبنان وهذا ما يميّز بلدنا عن البلدان الأخرى في العالم.

وعمّا تحتاجه السينما اليوم قال: “تحتاج السينما، ومجال الإنتاج والإخراج بشكل عام في لبنان، إلى دعم مادي، ولو كان الأمر مستحيلاً خاصة في هذه الظروف، لكن في دول أخرى، تساهم الدول في جزء من تكلفة الإنتاج، وهذا ما نفتقده للأسف في لبنان. من ناحية أخرى، ومن الضروري في مجال السينما، أن يفكر المخرج عالمياً، وأن لا يحصر فكرته وتوجهه فقط باللبنانيين. هذا ما سيمهّد له الطريق للوصول إلى العالمية وحصد جوائز عديدة على غرار نادين لبكي وزياد دويري.”

وعلى الصعيد الشخصي، يعمل طربيه حالياً على عدة مشاريع، منها فيلم وثائقي طويل، من إنتاج أميركي وإخراجه، إضافة إلى مسلسل آخر سيُعرض على منصات أونلاين من إنتاج ألماني. إلى جانب العديد من الدعايات والفيديو كليبات المحلية.

Back to top button