الجزائر تحاول اقتناص “الفرصة الذهبية” من حرب أوكرانيا
النشرة الدولية –
في إطار بحث دول أوروبية بشكل عاجل عن بدائل للغاز الطبيعي الوارد من روسيا، تتوجه الأنظار للجزائر التي يمكن أن تستغل غزو موسكو لأوكرانيا لتخلق “فرصتها الذهبية”، كما تصفها صحيفة فايننشال تايمز، لزيادة الصادرات إلى الحد الأقصى والحصول على حصة أكبر من سوق الطاقة في القارة العجوز.
وفي إشارة إلى الاهتمام الغربي المتجدد بموارد النفط والغاز في البلاد، زارت شخصيات بارزة، بما في ذلك رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، الجزائر العاصمة، في الأسابيع الأخيرة، لمناقشة أمن الطاقة، حيث تسعى أوروبا لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي.
والجزائر هي ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي إلى إيطاليا، والذي يمثل المصدر الرئيسي للكهرباء في البلاد. وتوفر الجزائر لإيطاليا قرابة 21 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب العابر للبحر المتوسط.
وتقول صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن هذا الاهتمام بالجزائر، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط والغاز، يمنح بعض الارتياح للدولة الواقعة في شمال أفريقيا التي عانت من نقص احتياطيات العملات الأجنبية منذ انخفاض أسعار النفط عام 2014.
لكن خبراء الطاقة يقولون إن الجزائر، ثالث أكبر مورد للغاز الطبيعي إلى أوروبا بحصة سوقية تبلغ نحو 8 في المئة، ليس لديها ما يكفي من الغاز الإضافي لتوفيره بسرعة.
وألقوا باللوم في ذلك، حسبما تنقل فايننشال تايمز، على شح الاستثمار الأجنبي في قطاع الهيدروكربونات في البلاد.
كما قال البعض أيضا إن استراتيجية النفط والغاز، وهي أكبر مصدر للعملة الأجنبية للجزائر، كانت غالبا على خط الصراع السياسي داخل النخبة السياسية الغامضة، مما أدى إلى تغييرات متكررة.
وتستثمر إيني وتوتال وغيرهما في الجزائر التي تورد الغاز عبر خطوط أنابيب إلى إيطاليا وإسبانيا والبرتغال.
وتعمل شركة الطاقة الإيطالية “إيني” في الجزائر منذ 40 عاما.
وكانت “إيني” أعلنت عن اكتشاف مهم للنفط والغاز في الجزائر الشهر الماضي، وقالت إنها تعتزم العمل مع الشريك الجزائري “سوناطراك” لتسريع وتيرة تطويره في الربع الثالث من هذا العام.
وقال مستشار المخاطر السياسية أنتوني سكينر لفايننشال تايمز: “أضاعت الجزائر الفرصة لقلة استثمار شركات النفط الدولية بسبب الشروط المالية الصعبة، وبيئة التشغيل العامة التي اتسمت بالبيروقراطية واتخاذ القرارات البطيئة”.
فيما قال مصطفى أوكي، باحث أول في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، للصحيفة إنه “على المدى القصير، يمكن للجزائر أن تزود أوروبا ببضعة مليارات متر مكعب إضافية فقط من الغاز”.
وفي وقت سابق من أبريل الجاري، أبرم دراغي اتفاقية للحصول على مزيد من واردات الغاز الطبيعي من الجزائر.
وبعد لقاء بالرئيس عبد المجيد تبون، أخبر دراغي الصحفيين في العاصمة الجزائر بأن الاتفاق لزيادة التعاون الثنائي في قطاع الطاقة، فضلا عن الاتفاق لتصدير مزيد من الغاز إلى إيطاليا “استجابة مهمة للهدف الاستراتيجي” بسرعة استبدال الطاقة الروسية.
وأوضح دراغي أن “آخرين سيتوالون”.
تعد روسيا أكبر مورد للغاز لإيطاليا، حيث تصدر 40 بالمئة من إجمالي الواردات الايطالية، تليها الجزائر، التي توفر حوالي 21 مليار متر مكعب من الغاز عبر خط الأنابيب العابر للبحر المتوسط.
وستضيف الصفقة الجديدة تسعة مليارات متر مكعب إضافية من الغاز من الجزائر، متجاوزة بذلك 29 مليار متر مكعب تستوردها روما من روسيا سنويا.