قرقيعان هالسنة غير
نرمين الحوطي
النشرة الدولية –
«قرقيعان» مناسبة تراثية لدى بعض دول الخليج، وهو مناسبة تخص الأطفال ويحتفل بها في منتصف شهر رمضان تزامنا مع مولد قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم الإمام الحسن سلام الله عليه وعلى أهل بيت الرسول أفضل الصلاة والسلام، ولكن قرقيعان الكويت هالسنة غير.
في السابق كانت العادة أن يخرج الأطفال مع بداية ليلة الـ 13 من رمضان إلى الليلة الـ16 من الشهر الفضيل بعد صلاة التراويح إلى بداية منتصف الليل، مع ارتداء الملابس الشعبية المبهجة وكل منهم «ماسك كيسه أو معلقه على رقبته» ويقومون بالتجول وقرع بيبان المنازل لإعطائهم الحلوى وهم يرددون:
«قرقيعان وقرقيعان، بين قصير ورميضان عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام».
«يا الله تسلم ولدهم، يا الله تخليه لأمه عسى البقعة ما تخمه، ولا توازي على أمه».
ولكن هالسنة قرقيعان الكويت غير، بدأ التغيير من منطقة ضاحية عبدالله السالم والشامية عندما قام بعض مختاري المناطق وبعض الأهالي بجعل هذه الاحتفالية شبه «كرنفال» للجميع، فأصبح القرقيعان لكل أهالي المنطقة بتواجدهم في شوارع منطقتهم من خلال وضع بعض العربانات الثابتة التي قامت بتوزيع الحلويات والمشروبات الرمضانية القديمة على أهالي المنطقة، بل نجد بعض المناطق مثال منطقة الشامية أحضرت مركبات مجهزة تدور في شوارع المنطقة توزع أيضا على المنازل ما توزعه العربات الثابتة صورة جمالية أحيت الماضي من خلال الواقع، ومن ثم وجدنا العديد من المناطق في اليوم التالي أخذت تلك الفكرة وقامت بتطويرها مثل: منطقة كيفان والدعية وغيرها من مناطق قامت بإحضار بعض الفرق الشعبية للغناء في شوارع وطرقات المنطقة بالفعل هذا السنة القرقيعان غير.
إضاءتنا اليوم لا تسلط الضوء على شكل الاحتفالية، ولكن كلماتنا تحاكي مضمون الاحتفالية، فإذا أخذنا المضمون على الصعيد الاقتصادي نجد أن ما حدث في بعض المناطق من احتفالات شبه كرنفالية ساعد على التوفير على البعض بأن يقوموا بمفردهم بشراء القرقيعان الخاص بهم، فالبعض لا يستطيع الشراء ليوزع على الآخرين، فما حدث بالأمس جعل الفرحة تدخل على جميع الأطفال سواء القادرون، وأيضا على الذين لا يملكون أن يحيوا ذلك الاحتفال، وإذا أخذنا الصورة الجمالية على الصعيد الاجتماعي وهو الأهم نجد أن هذا العام «قرقيعان» جمع بين جميع المذاهب والعديد من الدول، فالمناطق السكنية لم تعد تقتصر فقط سكان أهل الكويت، بل أصبح يسكن بها من جميع الجنسيات وهذا ما شاهدناه في قرقيعان هذا العام، ألفة ومحبة في المجتمع الكويتي لا فوارق طبقية ولا عمرية ولا تمييز بين النوع والجنس… قرقيعان هالسنة غير.
مسك الختام: كل شيء في عالمنا بدأ من فكرة، وما حدث من فكرة هذا العام بالنسبة لقرقيعان، نتمنى من المحافظين بأن يأخذوا تلك الفكرة لتصبح في العام القادم «كرنفال قرقيعان» ولكل محافظة يكون لها بصمتها وشكلها وطبيعتها وتاريخها… مجرد فكرة ليصبح في كل عام نقول: قرقيعان هالسنة غير.