الأيام شهوتنا المؤجلة

النشرة الدولية

ريم قمري

الأيام شهوتنا المؤجلة.

نكذب في كل مرة

يذهب  الشهداء الى موتهم

يتركون خلفهم دموعا و حسرات

تتحول الى أغاني

قصائد

يلوحون لنا من بعيد

نتقدم  بدورنا أيضا

كل يوم نحو موتنا أكثر

نبتسم …

نعشق …

نبكي كثيرا  خساراتنا في الحب

نقسم أن

نعتني بصحتنا…

نقلع عن التدخين..

نمارس الرياضة أو الرقص

لا نحتسي النبيذ الا مجازا شعريا

و نكذب كما  في كل مرة

نجمع صورنا الجميلة

قبل أن يزحف الزمن

ويشوه وجوهنا

نخلد حياتنا القصيرة

في ألبومات ستمحوها كبسة زر صغيرة

ننتهي بموت لا نكون

فيه شهداء.

لا أشبه أحدا…

أحببت مرات كثيرة

بكيت كثيرا بعد كل فشل

أقسمت أن لا أكرر التجربة

و كررت

فتحت قلبي على مصراعيه

خذلوني

انشغلت بترميم جراحي

فخذلتهم

في كل مرة استسلمت فيها لنداء الجسد

كنت أعرف أني أفعل ذلك نكاية في الحب

و كان الحب يسخر مني

صنعت من وهمي حبيبا

كان أشبه بقشة في العاصفة

سقطنا معا

كلما  سلكت طريقا

عادت بي الريح الى الخلف خطوات

أسقط خفيفة مثل أوراق الشجر

و أذهب سعيدة الى وحدتي

لست غاضبة من العاصفة

و لا حتى من الشتاء

لا أحد يحمل وزر أخطائنا عنا

حين أختلي بنفسي مساء

أخبرها أنه من حقها أن تغضب مني

أسمح لها بالبكاء لكن بعد إطفاء النور

أحب أن أحتمي بالعتمة

الأشياء أوضح دائما في الظلام

أضحك خلسة من الصور التى تتدافع في ذاكرتي

أخلط بينها و بين أحلام اليقظة

شطحات الخيال الشاهقة

أفكر أني هكذا وحيدة جدا

واضحة مع العالم

أعرف أني لن أتغير مطلقا

سأحافظ على أدق التفاصيل التى تصنع بؤسي العاطفي

لا احساس بالذنب  لدى

و أنا جالسة أمام المرآة

فقط هذه التجاعيد اللعينة في وجهي تزعجني

أنهض متثاقلة بعد كل علاقة حب

أحس أن وزني ازداد بشكل سريع

و أصاب الترهل بعض أجزاء جسدي

كذبت على بعض الأصدقاء حين قلت أني أحبهم

كذبت  على عشاق قدامى أيضا

حين  قلت لهم أننا الآن أصدقاء

و كذبت حين قلت أني أنتظر الحب

لأني ببساطة لا أعرف ماذا أنتظر

لم أكتب لأن الكتابة قدر

كتبت حتى أخرس صوت ذاكرتي على الورق

حتى أبدو أجمل في عيني

حتى أقفز على الوجع

لا تتوقعوا مني الكثير

لأني لم أعد أبالي بشئ

فقط اسمحوا لي بأن لا أشبه أحدا حتى نفسي.

نعم أخاف أن أحب

أشمرُ ساعدَ قلبي،

أبحر عميقاً داخلي

أستعد جيدا للحرب

أشتاق  لك كثيراً

لكني مثل كل النساء

أعالج الشوق بالأغنيات

أخترع أحجيات لقلبي

حتى ينسى الطريق

البيت

و اسمك

كنت أصلي مثل العجائز

الكثير من الإيمان

قليل جداً من الانضباط في الحركات

أفكر أكثر في الموت

أقل في الحياة

أبتهل بصدق لله

حتى لا أقع في الحب مجدداً

متحايلةً على حكمته العادلة

في محاولات لا تنتهي لإقناعه

أن قلبي أصبح أشبه بنهر جاف

لكنه في كل مرة يرسل المطر

فيحدثُ الفيضان!

أخاف أن أحب

أن أرمي ثقل قلبي كله على رجل

ينتعل قلبه مثل حذاء قديم

لم أعد أملك القدرة على  فعل ذلك !

لم أعرف في حياتي عشاقا حقيقين

تشبه أرجل المحاربين الصلبة

لذلك كنت أعرج بإستمرار!

أوحي  للآخرين بأنني أرقص

لكني في الحقيقة كنت أستعير أقداماً زائفةً

لعشاق مغمورين

لست مسؤولة عن خراب العالم

لكني تكفلت بتخريب قلبي

و الآن أعيد كتابته على شكل قصائد

لا يقرؤها إلا المهزومون

حباً مثلي

……………………………………

أنا و أنت إسم للغياب

نعاتب التاريخ

نلعن الجغرافيا

ننسى أننا صدفة حياة

كذبة في سياق الحاضر

……………………………………

هذا  العالم فقد جدواه

من نحن

غضب الشوارع

جوع الشعوب

ثورة قتيلة

حرب لا تشبع من دماء أبنائها

فلماذا تغضب من نفسك

تخجل من قلبك

و عجزك عن الحب

……………………………………

حملنا انكساراتنا أعواما

و ما تجاوزنا جراحنا  العميقة

ما طلع صباح إلا و نار

الحزن مشتعلة لا  تخمد

الأيام شهوتنا المؤجلة

……………………………………

تعصف الرياح في قلبي

و الريح منك

فكيف تلجمها

و ما لك من سلاح

كلما التقينا

إلا  الريح و النار.

Back to top button