مُناضلٌ عتيق
بقلم: الدكتور سمير محمد ايوب

النشرة الدولية –

إتصل بي منذ أيام مناضل عتيق، يسألني عما اريده ان يحضر لي معه؟

فقلت ان كنت في الشام، هات لي سيفا ووردا دمشقيا احمرا مما يزين قبور فارس الخوري وجول جمال وشكري القوتلي. وإن كنت في لبنان، طُوف وشوف بشواهد قبورالشهداء في صبرا وشاتيلا، وعطِّر قبور انطون سعادة وكمال جنبلاط ومعروف سعد بهواءٍ من الجنوب والضاحية، أما إن كنت في مصر فهات لي شيئا من عنفوان ناصر وسعد زغلول، ومن هناك عرِّج على  بغداد وهات لي منها قبسا من نخوة صدام ورفاقه والكثير من عزمهم، وفي بلد المليون شهيد، احتضن ارجوك قبور بومدين وبن بيلا وجميلة بوحيرد، وان كنت في ليبيا اوفي المغرب او في تونس الخضراء،  فاقرأ الفاتحة وانت تحتضن قبور عمر المختار ومعمر القذافي، والمهدي بن بركة وشهداء الجلاء وأبطال بنزرت، أما إن كنت في أيٍّ من ضفتي الاردن شرقا أوغربا، فارتَحِلْ فورا الى قبر الشهيد مشهور حديثة الجازي وكل أبطال الكرامة، وانت تنصت لتكبيرات مؤتة وصليل سيوف اليرموك، وهات  لنا معك من هناك باقاتٍ من زهر البرتقال في  حيفا ويافا وغزة وعِنَباً من الخليل وزعترا من الناصرة، وكمشة من قصائد طوقان وبسيسو والدرويش وسميح القاسم  واميل توما، وأنت تفتش عن عنفوان الرصاصة الاولى في جنين، قبّلْ كلَّ شهيدٍ على ثراها، وانحني لكل أسراها وجرحاها ومناضليها، وقبل أن تغادر،صلِّ ركعتين في بقعة ما بين الاقصى والقيامة، وبعدها لا تحرم ايّاً من قتلة ناجي العلي، والاوسلويين والمتصهينين من امة العرب، نصيبهم مما يتسحقون، وزدهم بُصاقاً.

الاردن – 28/4/2022

زر الذهاب إلى الأعلى