حدّ الهذيان

النشرة الدولية – زينة جرادي –

حدّ الهذيان

أَوَّاهُ مِن عُمرٍ تسرَّبَ كدمعٍ  هَتَنْ

من مُقَلٍ تُصارِعُ الوَجْدَ في ليلِ الشَّجَنْ

تُداعِبُ عيوني في ساعةِ الوَسَنْ

تُراوِدُني كظِلِّي

تَعْبُرُ على كَتِفِ العُمرِ وَمْضًا

كفَرَاشٍ تبلَّلَ وسَقَطَ في لُجَّةِ لظًى

حينَ أمطرَتْنا السماءُ نُجومًا

فَتَحْتُ نافذةَ الضَّوْعِ  وهربْتُ إليك

من روحِ عتمٍ طَهَّرَ الفجرَ بندًى

يا مُر َّ قهوتي… أُفٍّ

هل تَعَرَّيْتَ مِنَ الإحساس

هَجَرْتَ كَقِلٍّ وتَراءَيْتَ كَسَراب

فضاعتْ دُروبُنا خَلْفَ ظِلِّ المُنى

وغفا السُّهادُ على رُموشِ الكَرى

وتعثّرتِ الخُطى فوقَ مَرسى الشمس

هأنذا… حتى جُروحي ترجَّلَتْ عن قَيْدِ الألم

كم تمنّيتُ أن تُضَمِّدَها

خانني الحنينُ واشتعلَ نارًا ونَدَم

لم تعدْ أحلاميَ مُلْكي

سكنَني فَراغٌ في زواياهُ مارسْتَ الهروبَ بعكسِ الاتِّجاه

كيفَ سأبدأُ من جديدٍ وأغيرُ النهاية؟؟ سأُعيدُ الزمن…

سأُبدِّلُ كلَّ الأشياءِ بَدءًا بك

فتحتُ أبوابيَ المُوصَدَةَ على الماضي المُكَحَّلِ بنظراتِكَ المنحوتَةِ من وُجوم

ما وجدْتُكْ!!

مَا أنتَ ومَن أنا وماذا تبقّى مِنّا؟

في أُرجوحة ِ القَدَرِ كُنتُ أناك

ارتدتْكَ روحيَ الضَّارِعةُ إليكَ بشوقٍ حَدَّ الهَذَيان

حينَ كان الحبُّ أجملَ الفصول

كنتَ حبلَ النَّجاةِ بينَ غُربةِ الرُّوحِ وحروفِ المَجاز

زَنّرَنا الصَّمتُ الثَّلجيُّ في غفلةِ العُمر

والتهمَنا الإحساسُ بجوعِهِ المُزْمِن

وباتَ النَّقْصُ بالشُّعورِ وَهْمًا وَوَهَن

سَلِ القلبَ حينَ كنتُ جيشَكَ كيفَ حَوّلْتني إلى معركتِكَ الأخيرة

فسقطْتَ بِلا عُنوانٍ  ولا وطن

جَمَعْتُ نَبْضَكَ في قصائدي

وأنتَ تَطَّايرُ كَسِرْبِ دُخان

فلا أنتَ أنتَ ولا أنا أنا

أماكِنُنا هي الذِّكرى… هي السَّلوى

وحْدَها شاهِدَةٌ على عِشْقٍ

في زمنِ اللّا حُبِّ سَقَطَ شهيدًا

كمُهْرةٍ انكَسَرَتْ بعُنفوان

سأمتَطي كرامتي على صَهوةِ العُمر

وأُعانِقُ حُدودَ النِّسيان

زر الذهاب إلى الأعلى