هل تعلم أني تحررت من عقد جسدي؟

ريم القمري

النشرة الدولية –

هل تعلم أني تحررت من عقد جسدي

لم أخبرك بذلك لكنك اكتشفته في أول لقاء

أذكر أنك قلت لي يبدو أنك لم تتجاوزي سن الثامنة

و أذكر أني شعرت بالخجل

لأنك كنت تراني أوضح من مرآة.

أنا لا أخبرك دائما كل الحقيقية

لكني لا أكذب عليك أبدا

فقط أحاول أن أجنبك لعنة الإنتظار

أحب أن أهبك الحقائق الجميلة

أدفن البشعة منها في صدري.

مثلاً بالأمس ٱلمني رأسي كثيراً

اجتاحت موجة حر مفاجأة جسدي

تغير لون جلدي حتى أصبح كامل الزرقة

شربت زجاحة ماء كاملة لأطفئ ما بي من عطش

و في الصباح ابتسمت لك

تعمدت أن لا أخبرك عن ألم خاصرتي.

لست دائما على ما يرام

يرهقني رأسي بالتفكير

تدور الأفكار كأن جمجمتي  رحى حجرية

أسمع مواويل الحصادين قادمة من بعيد

لا أريد أن أبقي دون أرض

أنت أرضي.

لي قلب يتأرجح باستمرار

أحاول أن أدربه على البقاء ثابتاً

لكنه زئبقي الطبع لا يمكن الإمساك به

مثل ذئب البراري ذاك الذي رفضت أنت يوما أن تأكل قلبه.

علي أن أخبرك أني أحبك كما أحببت أبي

أري فيك كل أطياف أسلافي

فأنت تارة أميرا و تارة فارسا

و في أحيان أخرى شاعرا صعلوكا

لكني لا أنام بسلام إلا إذا نمت قربك تغمرني أبوتك

فأستسلم للأحلام.

أرغب أن أحيا لأعيد الكرة معك مرة أخرى

رعشة الشوق

متاهات اللذة

ضياع الطريق

الحزن على أهداف لا نبلغها.

رأسي صغير هكذا تقول أمي

لكني أراه في المرٱة يكبر

يصبح بحجم بلد

أفكر أنه قد ينفجر

أركض بقوة فوق جهاز التمارين الرياضية

وحدي في قاعة الرياضة

الموسيقى قوية بما يكفي كي أخرس صوتي الداخلي.

أسمعك تقترب دون أن أراك

تصفر لحنا بدويا قديما

أحرك شفتي قليلا

حلقي جاف

أمرر لساني

أبللهما

أريد أن أقول لك فسر لي رجاء كلمات الموال

لكن الكلمات تأبى الخروج

فقدت صوتي.

تقول لي صديقتي الموهبة في العرافة

سيأتي قريبا خبر يفرحك

ستضحكين كثيراً و من قلبك

لكني أضحك معك كثيرا ، ما الذي قد يضحكني مثلما تفعل أنت

لكنها تصر أنك أنت أيضا ستضحك معي و ربما أكثر مني

لا أؤمن بما تقول

أصدق أحيانا  فقط مناماتي الغربية.

أمس حلمت أني كنت أصعد جبل الهوارية بالسيارة

لكن السيارة تعطلت بي و كنت موشكة على الهلاك

فجأة صرت أطير بلا أجنحة حلقت عالياً فوق الجبل

تجاوزت البحر و لم أسقط

اقتربت من الأرض رويداً

نزلت بهدوء دون أي خدوش

ظننتني  نزلت بأرض غريبة

لكنهم أخبروني أني الآن في سجنان

ما همني أين كنت

كنت أبحث عن وجهك حتى أشعر بالأمان.

زر الذهاب إلى الأعلى