البخاري حيّر الجميع: لا فيتو على أحد… لكننا لن نتدخّل لدى حلفائنا وقطر تعود لتطرح جوزيف عون!
بقلم: جويل بو يونس

النشرة الدولية –

الديار –

بعدما كان الجميع ينتظر ويترقّب الموقف السعودي وما يحمله معه السفير وليد البخاري العائد من المملكة الى لبنان، أظهرت حتى اللحظة نتائج اللقاءات التي عقدها البخاري في بيروت ولا سيما مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات سمير جعجع أن موقف المملكة ترك خلفه غموضا لدى غالبية الفرقاء اللبنانيين.

فالبخاري حيّر الجميع بعدما خرج ليؤكد ان لا اعتراض على اي مرشح رئاسي يختاره اللبنانيون ويحظى بثقتهم وان ما يتوافق عليه اللبنانيون ترحب المملكة به، راح كل فريق يفسّر الموقف على «هواه الرئاسي» ففريق الثامن من اذار او الثنائي الشيعي راى في موقف البخاري بحسب مصادر مطلعة على جوه تبدلا من الفيتو الى «غض نظر» حول امكان وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا . وتعتبر المصادر أن مجرد قول البخاري ان لا اعتراض على أي مرشح فهذا يعني فتح كوة تجاه عدم ممانعة وصول فرنجية ، وتوضح المصادر أن هذا ما كان تبلغه الرئيس بري من الفرنسيين سابقا وبنى عليه ليقول في حديث صحافي سابق ان الاجواء التي وصلته من الفرنسيين مريحة.

هذا الموقف يناقضه موقف القوى المعارضة لانتخاب فرنجية وعلى رأسها القوات اللبنانية كما الكتائب ، فأوساط مطلعة على جو هذه القوى اكدت للديار ان ما تبلغوه من السفير البخاري ان المملكة لن تتدخل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني وهي لا تدعم ولا تعارض مرشحا معينا، وتنطلق الاوساط من هذا الكلام لتقول: هذا يعني أن رهان البعض على ان السعودية ستتدخل لتحضّ حلفاءها في لبنان على تبديل موقفهم المعارض لوصول فرنجية الى مؤيد سقط، وتتابع بأن تشديد السفير السعودي على ان هذا الاستحقاق موضوع سيادي متروك للبنانيين يدلّ على أن ما ارادت ارساله المملكة من رسالة واضح ومفاده: لا يطلب منا احد التدخل مع المعارضة أو حلفائنا لتبديل الموقف.

وانطلاقا من هذا الموقف، انطلق نواب القوات والكتائب للتأكيد ان اي جلسة ستوصل فرنجية سيعملون على تعطيل نصابها.

مصدر موثوق به راى عبر الديار ان الجميع مأزوم وموقف البخاري ترك الجميع في حيرة من أمره، فهو قال لحلفائه انه لا يضغط عليهم لتسمية احد، وانه لا يريد الدخول بلعبة الاسماء انما يضع مواصفات محددة ما فهمه المعارضون لانتخاب فرنجية بان الموقف السعودي لم يتبدل ولو تبدل لكان تم الطلب من حلفاء المملكة اقله تأمين النصاب لانتخاب فرنجية.

وسط هذه الاجواء، علمت الديار أن السفير البخاري سيلتقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اليوم في كليمنصو بعدما كان جنبلاط التقى الموفد القطري الموجود في لبنان.

وفي هذا الاطار، كشفت مصادر متابعة ان الموفد القطري لا يزال يطرح اسم قائد الجيش جوزيف عون في لقاءاته مع القيادات اللبنانية، ما يعني عمليا أن اسم جوزيف عون لم يخرج من التداول الرئاسي كما اعتقد البعض، علما انه على خط حزب الله فتجدد مصادر مطلعة على جوه ان لا تخلي عن فرنجية ولا خطة باء لدى الحزب.

على أي حال وبالانتظار، كشفت معلومات خاصة بالديار أن قنوات التواصل غير المباشرة بين حزب الله والسعودية ليست مقطوعة عبر وسطاء، إذ تشير المعلومات الى أن أكثر من وسيط عربي حاول جس نبض حزب الله تجاه امكان التواصل مع المملكة. أكثر من ذلك، تكشف معلومات الديار من مصادر موثوق بها ان رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي زار بيروت منذ فترة، وتحديدا بعد الاتفاق السعودي الايراني، وعرض خلال زيارته انه مستعد انطلاقا من صداقته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي كان يعتبره «الرئيس العراقي المفضل»، وانطلاقا من العلاقات الجيدة بين العراق والسعودية، أن يقوم بدور الوسيط لاعادة العلاقات المباشرة بين حزب الله والمملكة ، مع الاشارة الى أن اي طرف لم يطلب ذلك فلا حزب الله طلب ولا المملكة فعلت .

وساطة الكاظمي ليست الوحيدة فالمعلومات تكشف ايضا ان عمّار الحكيم حاول ايضا التوسط وتأدية دور ما بين الحزب والمملكة واللافت أن موقف حزب الله تجاه ما كان يعرض عليه لم يكن سلبيا بل ايجابيا واتى على قاعدة: «نحنا بالاصل منا معاديينن» اي ان الحزب لم يكن معاديا للسعودية سابقا وتحديدا قبل حرب اليمن التي وترت العلاقة بين الطرفين. وفي هذا السياق تكشف اوساط مطلعة على جو زيارة الكاظمي والحكيم ان لا شيء يمنع عودة العلاقات المباشرة بين حزب الله والمملكة الى طبيعتها ما دام اصل الخلاف الذي أشعل النار هو حرب اليمن التي بدأت تأخذ مجراها نحو الحل بعد الاتفاق السعودي الايراني فهل تفتح صفحة جديدة بين السعودية وحزب الله قريبا؟ وهل كل هذه التطورات ستنعكس ايجابا على ملف الاستحقاق الرئاسي او أن تصلّب مواقف الاطراف المسيحية سيحول دون وصول فرنجية الى قصر بعبدا فتذهب الامور للاتفاق على اسم بديل؟

Back to top button