يهددون السلم المجتمعي .. فأين الرقابة..؟!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
صفحة هنا وأخرى هناك، هذه تتهم وتلك تهاجم، وعابث بثياب الواعظ يهدد السلم المجتمعي، كل هذا وسط غياب العقوبات لنشعر انه ينطبق عليهم المثل القائل “من أمِنَ العقوبة أساء الأدب”، والاساءة هنا ليس لفرد بقدر ما هي لمجتمع كامل، والاتهامات تطال الجميع ويوزعونها حسب ما تهوى أنفسهم العابثة، فهذا فاسد والآخر سارق وهناك من يتاجر، وجميع هذه التهم دون دليل وما هي إلا أضغاث أحلام في عقول مريضة ترفض نجاح الآخرين كما ترفض الاعتراف بفشلهم، ولضمان تفتيت وتجميد عمل الآخرين يهاجمونهم بضراوة وسط تصفيق حمقى، وهو ما يدفعهم للاستمرار في التجريح والهجوم دون واعز من ضمير لا أساس لوجوده أصلاً في هذه العقول المتعبة من سوء حملها.
وهنا نتساءل كيف يتم السماح لصفحات الضلال ذات العناوين البراقة أن تنشر ما تريد دون حسيب أو رقيب؟، وهل هذه الصفحات مرخصة بطريقة رسمية ويطبق عليها القانون في الدول العربية في الترخيص أم انها غير ذلك؟، وان كانت غير قانونية فلماذا الصمت عنها ولماذا لم يتم محاسبة من يسيؤون للمجتمعات العربية عبرها؟، وأين دور الحكام الاداري في التصدى لمن يهددون سلم المجتمعات ويتسببون في مشاكل لا حصر لها؟، بعد أن اصبحت هذه الصفحات مراكز لبطولات الجبناء وارتداء قميص الشرف لتجار المخدات، وطريق للارتقاء للمحكومين بقضايا مخلة بالشرف، لنجد ان كل ينضح على الآخرين من الاناء الذي يعيش فيه ويعشعش بفكره، ليهاجم الآخرين بصوت مرتفع ليكون ردهم همساً خوفاً من جهل الجهلاء.
لقد صدق الفيلسوف والكاتب الايطالي أمبرتو إيكو حين وصف هؤلاء بالبلهاء حيث قال: “إن أدوات مثل توينر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل، إنه غزو البلهاء”، ونضيف لايكو انهم كانوا يتحدثون في الحارات ويهربون من المواجهة، واليوم يختبئون خلف العالم الافتراضي لانهم سراب افتراضي والسراب لا ماء عنده بل المزيد من العناء.
آخر الكلام:
كيف لمن لم يحفظ شعر الشافعي أن يكون سوياً ويحفظ لسانه حين قال:
إذا رُمتَ أنْ تَحيا سَليماً مِن الأذى
وَ دينُكَ مَوفورٌ وعِرْضُكَ صَيِنُّ
لِسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئٍ
فَكُلُّكَ عَوراتٌ وللنّاسِ ألسُنُ
وعَيناكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مَعايِباً
فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُـنُ