شيرين ابو عاقلة .. صوت اختفى فتحول لما هو أعظم
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

جريمة متكاملة الأطراف نفذتها القوات الصهيونية، لتضاف إلى سلسلة جرائمها بقتل الأطفال والشباب، جريمة ارتكبت بدم بارد وعلى مرأى من العالم، جريمة نفذت بتخطيط مسبق لقتل الصورة والصوت الذي ينقل الواقع للعالم ويُعري الصلف الصهيوني، جريمة لإرعاب وإرهاب الإعلام الفلسطيني عن القيام بعمله بنقل وحشية الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين، جريمة ارتقت فيها مع نسمات الصباح الفلسطيني الحزين الإعلامية شيرين أبو عاقلة.

سابقت الشمس في شروقها لتنتقل شيرين ابو عاقلة من القدس إلى مخيم جنين، لتنقل الجرح الفلسطيني والإجرام الصهيوني للعالم أجمع، تنقل على الهواء مباشرة اقتحام القوات الصهيونية للمخيم الصامد ليتم قتلها بعملية منسقة حتى يُخفي الصهاينة إجرامهم، والغريب أن الصهاينة يتهربون من جريمتهم بقول قادتهم بأنهم لا يعرفون مصدر إطلاق الرصاصة التي قتلها، لتكون الجريمة الصهيونية رسالة للجميع بأن القادم على الإعلام العامل في فلسطين ستكون صعبة للغاية، وأنهم سيكونوا مطاردين في كل مكان حتى تصفيتهم.

شيرين عروس فلسطين التي لحقت بالمئات من بطلات فلسطين كانت مهنية في عملها، وقامة إعلامية رفيعة المستوى كسبت قلوب العرب والفلسطينين، وكانت شجاعتها مثار للإعجاب وبالذات حين تصدت للقوات الصهيونية في عديد المرات، لتشكل عبء كبير على القادة الصهاينة، ليصدروا الأوامر بتصفيتها غير آبهين من المواقف العالمية ومن ردود الأفعال العربية، فيما فلسطين بشعبها في الداخل والضفة وغزة يقفون اليوم صفاً واحد بعد أن عزز استشهاد شيرين وحدتهم.

لم تكن شيرين ابو عاقلة الشهيدة الإعلامية الأولى فقد سبقها استشهاد تسعين صحفياً، ولن تكون الأخيرة، ولن نسمع اليوم الصوت الأمريكي ولا الغربي لإدانة الجريمة وتجريم الصهاينة، فالصحفية فلسطينية عربية تنقل صورة الإجرام الصهيوني، وهي ليست إعلامية غربية تنقل الهجوم الروسي على أوكرانيا حتى تنهض الولايات المتحدة من سكرتها، والدول الأوروبية من غفوتها لتدافع عن حقها في حرية العمل وضمان أمنها، ففي فلسطين دم الإعلاميين الفلسطينين مباح للصهاينة، فيما دم الإعلام الغربي في أوكرانيا مُصان ومحمي بقوانين دولية، لنجد ان العالم الظالم الضال يكيل بمكيالين.

شيرين ابو عاقلة رمز لن ينساه الشعب الفلسطيني ولا العالم العربي، فقد دخلت العقول بعملها والقلوب باستشهادها، رحم الله شيرين التي وحدت الشعب الفلسطيني، ودقت ناقوس الخطر باستشهادها، بأنه لا يوجد أحد في هذا العالم الضال قادر على حماية الفلسطينين إلا هم أنفسهم، من خلال وحدتهم وصمودهم ورص صفوفهم، مما يوجب على القيادات الفلسطينية الوصول إلى وحدة وطنية سريعة لحماية الشعب الذي هو هدف للصهاينة.

رحلت شيرين بجسدها وستظل روحها ترفرف فوق مدن وقرى ومخيمات فلسطين، فالشهداء لا يختفون بل يتحولون إلى ما هو أعظم، رحم الله سيدة الإعلام عروس فلسطين شيرين ابو عاقلة.

Back to top button