الساكنات قمم الأحزان
د. ماجدة داغر
النشرة الدولية –
السّاكناتُ قِمَم الأحزان
هَبَطْنَ في ليلةٍ مُقمِرةٍ
سَلَكْنَ دَرْبَ الغِوايةِ
ومُنحدَراتٍ يحْرسُها قلقُ الوِهاد،
تَقَمَّصْنَ ذاكِرةَ المَطَرِ
هَطَلْنَ بِخِفَّة السَّرابِ
تَراءَيْنَ كَالحُلمِ في قَبْضةِ المَنافي
كاعْتِلالِ السُّؤالِ في المعنى
كانْثِيالِ الدَّمعِ خلفَ المَعاصي
السَّاكناتُ قِمَم الأحْزان
وَطئنَ عَتَباتِ أرضِ الوَهم
تَحسَّسْنَ أنفاسَهنَّ
تلمَّسْنَ مسافاتِ الوَهَن
تكاثَرنَ في فَيْء الطّيور المهاجرة
توضَّأنَ لكي يُكمِلَ الجَرَيانَ
جدوَلٌ أضاعَ وجهَتَه.
***
اللّواتي تراءَيْنَ كَالحُلم
اللّواتي أهْدَرْنَ العطرَ في سُرَرِهنَّ
اللّواتي نَصَبْنَ الفِخاخ لِلوقتِ قبلَ انقِضاءِ الأَمل
اللّواتي عَثَرْنَ على مَخْطوطِ اللّذة
اللّواتي أدَركْنَ النِّهاياتِ قبلَ الوُصول،
قَبَضْنَ على النَّشْوةِ قبلَ رَفْعِ الرَّاياتِ
أحْرَقْنَ مراكب الرُّجوعِ
حَطّمْنَ شَواهِد الزّمنِ المُثْبَت
مَحَوْنَ خُطوطَ الحياةِ في راحاتٍ مُنْبَسِطة
واكْتَحَلْنَ في جَنازةِ المُتَردّدات.