“الأمس” الذي أزاحه “اليوم”!!

النشرة الدولية –

لم يكن مفاجئاً أن تتشظى جماعة الإخوان المسلمين بدورها وأن يصبح هناك تنظيمان متناحران كل واحد منهما يتهم الآخر بعدم “شرعيته” وهذا يعني أنه لم يعد هناك “إخوان” شرعيون وأنهم بدورهم قد ساروا على الطريق ذاته الذي سارت عليه إنْ ليس كل فمعظم الأحزاب القومية واليسارية العربية وهكذا فإنه لم يعد هناك تنظيما “إخوانيا” وكما أنه لم يعد هناك أيضاً لا حزبا ولا تنظيماً قوميا وأن “مسبحة”، القوى والتشكيلات التي كانت قد ظهرت في فترة تاريخية سابقة كانت لها ظروفها وأوضاعها.. ومعطياتها، قد فرطت نهائياً وأنه قد عفا الله عما سلف.. وإنه قد بات هناك وداعاً بلا أي رجعة حتى للتنظيمات القومية التي كان “العسكر” قد إمتطوا ظهورها وإلى أنْ قام كل واحد من هؤلاء بتصفية رفاقه.. وأصبح “الحبل على الجرار” كما يقال!!.

لقد إنتهى “حزب البعث”، الذي كان قد حكم في “قطرين” عربيين أساسيين وكبيرين والذي كان قد حاول أن يحكم في العديد من “الأقطار العربية” الأخرى، نهاية مأساوية ليس على أيدي ما كانوا يسمونه العدو الصهيوني و”الإمبريالية الأميركية” و”الرجعية العربية”..ولكن على أيدي “الرفاق” الذين كانوا قد قاموا بتصفيات بعضهم بعضاً والذين كان كل طرف من أطرافهم قد أتهم الآخرين بالخيانة وبـ “الرجعية” وبالعلاقات.. كل أشكال العلاقات مع أميركا ومع إسرائيل .. ومع كل ما هبّ ودبّ في الكون بأسره.

كان “الإخوان” يوجهون أبشع وأشد الإتهامات للأحزاب والقوى السياسية الأخرى كلها: القومية منها واليسارية.. وأيضا من تعتبر أنها هي التنظيمات الإسلامية الحقيقية والفعلية وأنّ كل ما عداها كان مصطنعا وأنه قد تم وضعه في طريقهم.. وحقيقة أن هذا الإستطراد في هذا المجال يحتاج إلى تعبئة مجلات كثيرة.

إنه في فترة مبكرة، أي في البدايات، كان الإعتقاد أن سيف “الإنفراط” والتشظي هذا إن هو قد إستهدف رقاب الأحزاب القومية واليسارية الفعلية والشكلية، فإنه لن “يلمس” رقبة تنظيم الإخوان المسلمين وبعض من هم على شاكلته وذلك إلى أن ثبت أنّ هؤلاء هم الأكثر هشاشة.. وأنه قد أصبح هناك “إخوان اسطنبول” و” إخوان لندن”.. وإنه في حقيقة الأمر لم يعد هناك “إخوانا”.. وإنه قد عفا الله عما سلف وهذا ومع إستمرار الإتهامات المتبادلة.. التي هي الوحيدة التي لا تزال متواصلة.

وحقيقة أنّ هذا الماضي كله قد ولّا وبدون أي رجعة وأنّ ما أستجد بعد كل هذه التحولات الأخيرة هو أنه قد أصبحت هناك إهتمامات غير الإهتمامات السابقة وأن الأمم والشعوب قد باتت تنشغل بالإقتصاد.. وبالتطورات التاريخية المستجدة.. وبالإهتمام بالأجيال الصاعدة.. وأيضاً.. نعم أيضاً بحماية بلدانهم ومجالاتهم الحيوية من أي إختراق خارجي.. وهذا ينطبق لا بل أول ما ينطبق على من تبقى على من كانوا يرفعون شعار: “أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة”!!.

Back to top button