الحوار الوطنى.. قفزة قوية للمستقبل
بقلم: محاسن السنوسي
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
دعوة عامة لكل المصريين، لمتابعة جلسات الحوار الوطني، الذي يمنح النقاش السياسي قُبلة الحياة، ورسالة جديدة تؤكد أن القوى السياسية على قدر المسئولية في ظل التحديات التي نعيشها ونحن على أعتاب جمهورية جديدة تسع الجميع وتحترم اختلاف الآراء والتوجهات.
فالحوار الوطني بين مختلف القوى السياسية والتيارات المصرية الآن يعكس الإرادة السياسية الصادقة والداعمة ويؤكد على دعم الدولة وإصرارها على نجاح الحوار الوطني من واقع مشاركة ممثلين للحكومة في اللجان المختلفة إلى جانب أطياف المجتمع المختلفة وحضور مجلس أمناء لديه صلاحية مخاطبة الحكومة وحصوله على المعلومات والبيانات التي تخدم القضايا محل النقاش.
فالحوار الوطني كافة جلساته مذاعة على قناة “إكسترا لايف” بث مباشر بما يضمن شفافية الحوار، ويبقي علينا متابعة الجلسات حتى يتسنى لنا معرفة كيف يُدار الحوار وما هي القضايا التي تشغلنا، أنت وأنا لدينا هموم ومشكلات ومستقبل نتطلع إليه جميعًا آملين أن يكون الطرح والحلول مناسبة لأوضاعنا.
إن الحوار الوطني فرصة سانحة للتغيير الحقيقي، وفك القيود المُكَبلة لقضايا ظلت جامدة لسنوات حان الوقت للإطاحة بها بقوة الحضور وثراء أفكار المشاركين والمدعوين للحوار بما يحمله الجميع من أوراق ومشاريع ومقترحات.
قضايا النقاش والبالغ عددها 113 إشكالية بالغة الأهمية، وما إن استجدت قضية تشغل الرأي العام ستفرض نفسها.. قضية حاضرة بقوة على أجندة الحوار، وكيفية الترشح لعضوية “المجالس الشعبية المحلية” في ظل النظام الانتخابى المناسب على ضوء المادة 180 من الدستور، ولا سيما أن مصر شهدت آخر انتخابات محلية عام 2008 والتي انتهي عملها مع قيام أحداث 25 يناير 2011 بعد حلها بقرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
فالمجالس المحلية ليست رفاهية، بل إنها بالغة الأهمية وكم أحوجنا لعودتها في الوقت الراهن، في وقت لم يعد كافيًا عمل الغرف النيابية بشقيها البرلمان والشيوخ، وباعتراف الجميع أن المجالس المحلية هى الحاضنة الرئيسية لبناء كوادر سياسية في ظل إعادة بناء الأحزاب السياسية في العشر سنوات الماضية.
ومن خلال متابعة المحور السياسي لعمل لجان الحوار الوطني في الأيام الماضية أعاد الحضور نقاش النظام الانتخابي المناسب للمادة “180” من الدستور وشروط وإجراءات الترشح للمجالس المحلية، والحدين الأقصى والأدنى لأعداد أعضاء المجالس المحلية فى كل من المحافظة، والمركز، والمدينة، والحى، والقرية، مع العمل على ربطهما بأعداد السكان، كما امتد النقاش إلى ماهية أدوات المجالس المحلية فى مساءلة رؤساء الوحدات المحلية، وما هي شروط حل المجالس المحلية من جانب السلطة التنفيذية؟
كان خلاف الحضور خلافًا بين المتحدثين حول الأدوات الرقابية المفترض منحها للمجالس الشعبية المحلية على قيادات المحليات، بداية من رؤساء الوحدات المحلية وصولًا إلى المحافظ، حيث تباينت الآراء حول حق سحب الثقة من المحافظ متي وكيف؟ وأن المجالس المحلية سيشغلها نحو 52 ألف عضو، علينا أن نتوقف عند هذا الرقم بسؤال هام وجوهري هل تم إعداد هذا الرقم إعدادًا سياسيًا بما يضمن عملًا عامًا نأمل به الدخول إلى الجمهورية الجديدة، وخاصة انخفاض سن الترشح للمجالس المحلية إلى سن 21 عامًا، أي خبرة سياسية تؤهل شابًا أو شابة للعمل الرقابي في ظل مواد القانون والدستور، ونحن نعاني من كوادر حزبية نخوض بها حياة سياسية حقيقية، نعم هناك من يفضل أن يخوض العمل العام كمستقلين.
يبقي السؤال: ما هي الضمانة الحقيقية التي نستعين بها كي يتحقق المناخ السياسي المناسب ولن نطمع كثيرًا في مناخ قوي على الأقل في هذه التوقيت؟.
نحن أمام أجيال جديدة غابت عنها المشاركة الحقيقية، أجيال غابت عنها النماذج السياسية الملهمة وهذا بسبب الظروف التي أجبرتنا جميعًا على الاهتمام بقضايا فرضت علينا من إرهاب واستهداف مصر، فكان تحقيق الأمن وعودة الأمان هو المصلحة العليا للبلاد وحين تقتضي المصلحة العليا بأمر ما تكون هي القضية الأولى التي نمتثل لها جميعًا، وبعد أن تحقق الأمن تأتي الحياة السياسية وتحقيق الديمقراطية هي الشغل والشاغل.
ليس هناك أمر مستحيل إذا توفرت الإرادة السياسية مع الإرادة الشعبية جنبًا إلى جنب، وها هي الظروف مواتية والحوار مستمر.. وتدريب الكوادر الشابة سياسيًا هو إحدى سبل الطريق إلى الديمقراطية، ولا سيما أنه توجد لدينا أكاديمية التدريب التابعة لمؤسسة الرئاسة والمنوط بها تدريب قيادات شابة، والسؤال هنا موجه إلى الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، بعمل دورات تدريبية عن طريق استخدام تطبيق زووم على شبكة الإنترنت لمن يرى نفسه مؤهلًا لخوض انتخابات المجالس المحلية وتدريبهم على كيفية تقديم السيرة الذاتية للمرشح أمام أبناء دائرته، كما يتم التدريب على كيفية عمل المرشح من تقديم (السؤال – طلب الإحاطة – الاستجواب وضوابط استخدامه)… فاستخدم تطبيقات الإنترنت في التدريب يقدم الحل المجاني وبدون تكلفة ويوفر الجهد والوقت كما يعمل على بناء كوادر حقيقية.. والحوار مستمر.