الفرح يليق بالأردن والاردنيين
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –
فرح يجتاح الوطن، سعادة تجاوزت الزمن، قلوب ترفض الفتن، وتقف مع الحق فلا تهن، فأنت الأب ونحن الإبن، وبشجاعتنا نواجه المحن، فأنت معشوقنا الأردن، تقودنا للعز ونسير بك للتمدن، فعيون الشجعان تسهر لتحميك، وسواعد الرجال والنساء تعمل لتُسميك، وعقول تُفكر لترقيك وتُنجيك، وقلوب تعشقك وتفديك، هذا أنت يا وطني على قلوبنا المليك وأول جندك مليك، وأرواحنا فداك لتبعد عنك الليل الحليك، فنحن نحيا وهمنا أن نرضيك، فبعشقنا ليس لك شريك، وحراً أبياً بأرواحنا سنبقيك، ولن نكون من عاقيك، فأنت أردن العز ونحن منك واليك.

نحبك فهذا هو العشق الحلال، نحرس ترابك وهذا قمة الفِعال، نحتمل الجوع ونصبر على الألم فهذا سنام الإحتمال، فأنت في القلب تسكن باختيال، عذاراً فأنت الفؤاد والهوى وأنت الأمل والمنال، فالراية في شوارعك واحدة، والعشق في القلوب واحد، ولا فصائل متناحر ولا احزاب متصارعة فالكل واحد، فلا فوارق بين أحد وأحد فالوطن للجميع، تسير سيدات الوطن وزهراته بكل ايباء، يحرسهن الوطن بأبناء شرفاء، وبجنود أعزاء أنقياء، فاليوم يوم الوفاء والعز والإخاء.

سرنا في شوارع الوطن نحتفل بالإستقلال، فاسعدنا أن أعلام الفرح ترفرف في سماه، فمن يرفعون علم الأردن في هذه السيارة قطريين، وتسير بجانبها سيارة من فيها سعوديين، وتلك السيدة وأبنائها عراقيين وهؤلاء سوريين، ومن “يدبكون” فرحاً باستقلال الاردن متمنين الحرية لوطنهم فلسطينيين، وأولئك الذين يوزعون إبتسامات الفرح من مصر العروبة يحتفون وعن حبهم يعبرون، ترى كيف جمعت يا وطني مجد العشق والأمة من جميع أطرافها؟، وكيف أذبت جليد القلوب لتهتف حناجر العرب بحبك؟، لا حاجة للسرد فالأمان هو العنوان، وحرية الرأي والفكر والتعبير جعلت المواطن والمقيم وكل من فيها مُصان.

ندرك يا وطني العزيز على القلوب أن المدينة الفاضلة تعيش في خيال أفلاطون، ولا وجود لها على الأرض، لكنك أفضل البلاد وعلى ترابك أفضل القلوب التي ترتج فرقاً وخوفاً عليك، فأنت جنة الأرض وبهائها ودرة الأوطان ونقائها، وعلى ترابك أفضل الابناء وأفضل المقاتلين، وتساوي بين الجميع، فأنت الأقرب للمدينة الفاضلة رغم خروج القلة عن النص، لكنك تبقى الأم الأجمل في عيون أبنائها حتى إن لم تكن أجمل النساء، والأب الأغلى في قلوبهم حتى إن قسى عليهم، فأنت الوطن والعاشق والمعشوق، فحقاً لمثلك يا وطني خُلِقَ الفرح.