كلمات معبرات من إبراهيم عيسى
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
كتب المفكّر والكاتب ومقدم البرامج المميز إبراهيم عيسى نصاً باللهجة المصرية، اختصر فيه أموراً كثيرة من خلال جمل نارية قصيرة وقاسية، ومؤلمة في حقيقتها، كاشفاً بدقة عن عيوبنا ونقاط ضعفنا، والأهم من ذلك أسباب تخلفنا، التي نرفض الإقرار بها.
يقول: «إحنا ما اتهزمناش سنة 1967، إحنا إتهزمنا من زمان..
إتهزمنا لما تخلينا عن البحث العلمي ومشينا ورا الشيوخ والدراويش..
إتهزمنا لما بقينا نقول ونفرق بين مسلم ومسيحي.
إتهزمنا لما المرأة المصرية الرائعة اقتنعت انها عورة وناقصة عقل مع إنها كانت شديدة الرقي والجمال، قبل أقل من أربعين سنة وكانت من آلاف السنين.. ملكة.
إتهزمنا لما بقي المهندس والطبيب وأستاذ الجامعة يقعدون القرفصاء أمام شيخ لا يحمل الابتدائية ويستمعون له بكل تركيز بل يخطط ويقرر لهم كل حياتهم.
إتهزمنا لما بقت شيخة لا قيمة لها تسيطر على ملايين النساء وتلغي عقولهم تماماً في الدرس الديني ويصبحوا دمى تحركهم كيفما شاءت.
إتهزمنا لما تصورنا الدين دقن ونقاب وحجاب وليس أخلاق ومعاملة.
إتهزمنا لما تمكن داعية ديني لزج وأفاق من أن يُلبس الملايين الطرح.. وصدقوه.
إتهزمنا لما بقينا شايفين أن الدكتور العالم العظيم ورجل الخير مثل «مجدي يعقوب» في النار لأنه مسيحي، وأن الشيخ يعقوب.. أعلم علماء الأمة في الجنة.
إتهزمنا لما بقينا مرعوبين ومذعورين من مجرد التفكير.. ولا نجرؤ حتى على مناقشة ما زرعوه داخل عقولنا، بل وندافع عنه باستماتة.. حتى لو كان كلام فارغ.
إتهزمنا لما بقت أعلى التبرعات لبناء دور العبادة وأقلها.. لمراكز البحث العلمي..
إتهزمنا لما بقت حياتنا مزايدات دينية في منتهى.. السخافة والزيف والسطحية.
إتهزمنا لما سمينا المنتخب.. فريق الساجدين.
إتهزمنا لما سمينا اللاعب المحترف محمد صلاح.. أبو مكة.
إتهزمنا لما قالوا لنا إن الملايكة بتلعب مع المنتخب وهنكسب بالدعاء..
إتهزمنا لما بقينا لا ندرك الفرق بين المعارضة بشرف وبين قلة الأدب والسفالة..
إتهزمنا لما سلمنا عقولنا لشوية آفاقين.. وفي أحسن تقدير محدودي الذكاء.
معركتنا الحقيقية مش في ماتش كورة ولكنها معركة بين العلم والحداثة أمام الجهل والتخلف، وللأسف علينا أن نعترف بالهزيمة وأن التخلف هو المنتصر حتى الآن.
إحنا ماحدش هزمنا.. إحنا اللي هزمنا نفسنا».