جنبلاط ينتظر و”الثنائي” يترقّب آخر الخطوات السعوديّة!
بقلم: جويل بو يونس
النشرة الدولية –
الديار –
بانتظار نتائج الزيارة المرتقبة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لباريس، وما قد يحمله في جعبته في طريق العودة من العاصمة الفرنسية، يتحرك ملف الاستحقاق الرئاسي ولو ببطء على وقع تصلب مواقف الاطراف الداعمة لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية من جهة، وتلك المعارضة لانتخابه من جهة أخرى.
لكن اللافت، كانت الزيارة التي قام بها سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري ، العائد حديثا من الرياض، لليرزة امس حيث التقى قائد الجيش جوزاف عون ، وتعددت قراءات الزيارة السياسية بين من رأى أن لها دلالة هامة ، لاسيما ان اليرزة هي اول مقر يتوجه له البخاري العائد من الرياض، حيث أطلع المعنيين على نتائج لقاءاته في بيروت.
ففيما اعتبرت مصادر بارزة أن ترشيح قائد الجيش لم يسقط من حسابات الدول الخارجية، وفي طليعتها قطر كما السعودية، وان زيارة البخاري لجوزاف عون تأتي في اطار استمزاج بعض الآراء التي تعنيه رئاسيا، قلّلت أوساط اخرى من أهمية الزيارة التي وصفتها بالبروتوكولية والشكلية، وقد يكون البخاري اراد من خلال زيارته اليرزة ارسال رسالة “مجاملة” لقائد الجيش، مفادها ان المملكة حاولت العمل على ايصاله الى بعبدا، لكنها لم تنجح.
وتتابع هذه الاوسط قراءتها، فتشير الى ان فرنجية لا يزال المرشح الابرز، وتعتبر ان مقال صحيفة الرياض التي عادت وحذفته، هو بحدّ ذاته رسالة قد تكون نُشِرت قبل حينها فطُلِب سحبُها ، وتشرح الاوساط بان الاتجاه ذاهب نحو “سين سين” جديدة وسط التقارب السعودي السوري ولقاء الاسد مع بن سلمان ، وتعتبر ان فوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من شأنه ان يزيد من هذا التقارب، ما قد يعزز حظوظ فرنجية بالوصول الى بعبدا.
وعن مواقف الاطراف المسيحية الرافضة، وفي مقدمها “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”الكتائب” التي تتجه للاتفاق على اسم تخوض به معركتها ضد فرنجية، تجيب الاوساط جازمة بان كل ما يقال مجرد مناورات لا أكثر ولا أقل، وتكشف أن الضغط لدى هذه الاطراف سيتكثف حتى يوم الاربعاء، علها تصل فعلا الى التوافق على اسم يذهب به البطريرك الراعي الى باريس حيث يلتقي ماكرون، فلا يكون خالي الوفاض انما في جعبته اسم متوافق عليه مسيحيا.
علما ان الاوساط نفسها تشير الى انه حتى ولو حصل هذا الامر، فالاكيد ان باريس ستسأل عندها عن موقف حزب الله ،وماذا اذا كان الحزب يسير بهذا المرشح، بعدما كانت سألت باسيل عن فرنجية وحاولت اقناعه بالسير به، لدرجة انها سألته عن الضمانات التي يريدها وما اذا كانت هي قادرة على تأمينها، الا أن جواب باسيل اتى على قاعدة ان المسألة ليست مسألة ضمانات، انما برنامج ونظرة الى الاصلاح في البلاد، وما اذا كان هذا الشخص قادرا ان يقود الاصلاح المطلوب.
على اي حال، وبانتظار أن تتفق المعارضة والتيار المتخطبين في ما بينهم على اسم يواجه فرنجية ، تفيد المعلومات بان حزب الله أبلغ جهاد ازعور في العلن، بعد لقاءات حصلت بين الطرفين، أن مرشحه هو سليمان فرنجية، وانه يعتبره (اي يعتبر ازعور) “مرشح البنك الدولي”. علما أن اكثر من مصدر مطلع على جو ازعور اكد انه لن يقبل ولا يريد ان يكون رئيس تحدّ لاي فريق، وهو لا يزال حتى الساعة ينأى بنفسه عن الحديث بالموضوع في الاعلام. فهل يسعى البعض لحرق اسم جهاد ازعور عبر الخروج الى الاعلام والقول بان الاتفاق تم على اسمه؟
بالانتظار، تشير مصادر مطلعة على جو “الثنائي الشيعي ” بان لا خطة باء لديه مهما حصل، معتبرة ان الموقف السعودي قد يتطور أكثر من اللا “فيتو” على اي شخصية، باتجاه القبول بوصول سليمان فرنجية، وهو (اي الثنائي) يراهن على عامل الوقت.
وتنطلق المصادر برهانها من واقع ان الموقف السعودي الذي حيّر كثر، تدرّج نحو 3 خطوات كالتالي: من تأييد وصول قائد الجيش جوزاف عون الى بعبدا، الى “فيتو” على سليمان فرنجية، ثم لا “فيتو” على اي شخصية، بانتظار المرحلة الرابعة، والتي ترجح اتجاه سير المملكة بسليمان فرنجية.
وعليه فثنائي “امل”- حزب الله ينتظر ويترقب، وفي حساباته انه “لا بد أن تنضج عاجلا او آجلا”.
ولكن ماذا عن توقيت استقالة وليد جنبلاط من رئاسة الحزب “التقدمي الاشتراكي”؟ وهل هذا يعني حكما ان زعيم المختارة تفادى الاحراج وسلم الشعلة لتيمور، الرافض من الاساس انتخاب فرنجية على قاعدة ” مش انا اللي ما بدي انما تيمور”؟ مصدر موثوق مطلع على الجو الرئاسي يجيب: لا شك ان جنبلاط خيّب آمال الرئيس بري في هذه اللحظة من اعلان استقالته، لكن اذا تبدل الموقف السعودي باتجاه السير بفرنجية، فعندها جنبلاط يحسم قراره ولو عبر تيمور، ويمنح “اللقاء الديمقراطي” اصواته لفرنجية. واكد المصدر ان جنبلاط حيّد نفسه ونأى بنفسه محاذرا اتخاذ اي موقف الى جانب هذا المرشح او ذاك راهنا، تفاديا لاي احراج مع حليفه التاريخي نبيه بري، لكنه يجلس وينتظر ويترقب، فاذا تبدلت المعطيات الاقليمية يخرج من لعبة الحياد والاوراق البيض الى التصويت لفرنجية، وهذا الامر غير مستبعد، بحسب المصدر.
علما ان مصادر “الاشتراكي” رفضت هذا التوصيف، واكدت ان خطوة جنبلاط بالاستقالة من رئاسة الحزب كانت مقررة منذ العام 2017 ، الا ان الظروف أخّرتها ، وبالتالي لا علاقة لها ابدا باية عملية “تفادي احراج” مع بري، مذكرة بمواقف جنبلاط الرافضة للرئيس التحدي، لا سيما انه كان طرح اكثر من اسم في السابق من ضمنه جهاد ازعور وقائد الجيش كما صلاح حنين، قبل ان يعود في مقابلته الاخيرة ويطرح شبلي الملاط.
وفيما تتجه الانظار الى موقف رئيس “التيار الوطني الحر” الذي بات اليوم يشكل بيضة القبان الرئاسية، وما اذا كان فعلا سيتفق مع المعارضة على اسم في وجه مرشح حزب الله و”امل”، كشفت معلومات خاصة بان من عمل على ترتيب اللقاء الذي حصل بين رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والسفير السعودي وليد البخاري في اليرزة، والذي اتى باطار “ترويقة اليرزة الشهيرة”، هو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بادر ، بحسب المعلومات ، خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها البخاري الى عين التينة الى القول للبخاري بما معناه: “اذا كان لديكم اي ملاحظات حول اداء فرنجية ورؤيته المستقبلية، فلم لا تجلسون معه وتطرحون هذه الملاحظات، لاسيما انه مستعد لهذه الخطوة ويكون الكلام صريحا وجها لوجه”، عندها لم يمانع البخاري، فتم بعدها العمل على ترتيب “ترويقة اليرزة “.
هل تبدل المملكة موقفها فعلا كما يترقّب ثنائي “امل”- حزب الله وتسير بفرنجية، فتبدّل معها موقف جنبلاط، وتسحب “الاعتدال الوطني” نحو بنشعي، فتؤمن عندها “القوات” كما “الوطني الحر” النصاب؟ او انه مهما حصل من أمر ، فالاطراف المسيحية الرافضة لانتخاب فرنجية ستبقى على موقفها، ولن تسمح بتخطّيها وبايصال من لا تريده الى بعبدا، فيكون الاتجاه لشخصية اخرى خارج اطار كل الاسماء المتداولة راهنا ، وقد تكون بلباس عسكري فيكون جوزاف عون “الحل التسوية”؟
على اي حال، فالاكيد حتى اللحظة ان موعد 15 حزيران ليس موعدا حاسما لجلسة انتخابية، ولا شيء يشي بان انتخاب الرئيس اللبناني بات على الابواب!