علموهم أن القدس والكرامة عينان في رأس الأمة
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

لم يدر في خلد منظمي بطولة القدس الكرامة بأن تكون البداية بهذا السوء ليعتقد البعض أنها نقطة النهاية، فلقاء الوحدات والفيصلي ممثلا الكرة الاردنية في البطولة جاء ضعيفاً فنياً فاقد أخلاقياً، مما أدى إلى تدخل قوات الأمن الفلسطينية، وبدأت الفوضى عند الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع حين اعترض لاعبو الفيصلي على ضربة حرة احتسبها حكم اللقاء على حافة منطقة الجزاء، لتدب الفوضي والاعتداءات في أرجاء الملعب، ومحاولات اعتداء للاعبي والجهازين الفني والاداري للفيصلي على حكم اللقاء، وانتشر العراك بدخول عدد من الجماهير لأرض الملعب وتبادلوا تقاذف زجاجات المياة بين الجمهور ولاعبي الفيصلي.، ثم تطور الأمر لصدام بين لاعبي الفريقين في مناطق متفرقة من الملعب.

لقد أثبتت المواجهة في بطولة تحمل إسمين عزيزين على كل عربي وعلى كل أردني وفلسطيني، بأن هناك الكثير مما ينقص اللاعبين، وفي مقدمتها تقدير الامور والحكمة ومعرفة قيمة الحدث الذي يشاركون فيه، فهناك بطولات قيمتها بالتواجد فيها وليس بالظفر بلقبها، فالبطولة لها أهداف متعددة تحتل كرة القدم مركز متأخر في أولوياتها ، كون التواجد فيها سنام الألقاب ويضع المشاركين في مستوى المدافعين عن القضايا العربية التاريخية، وهو منصب في تاريخ الأمة يفوق نيل لقب بطولات قارية ودولية.

لكن للأسف فان ما جرى بدل من أن يرفع من قيمة المشاركة أعادها لموقع متأخر، وهو ما يوجب على المنظمين التفكير جدياً باستقطاب أندية أخرى بدل الفيصلي والوحدات، وقد نشاهد الحسين والرمثا وشباب الاردن ومعان يشاركون في البطولة القادمة التي وجدت لتبقى فيما المشاركون يتغيرون، كون عنوان البطولة أهم من أسماء المشاركين.

وهنا نؤكد أن البطولة يجب أن لا تتوقف، وأن يتم البحث عن حلول لاستكمالها والحفاظ على استدامتها حتى تصل الرسالة للأجيال القادمة بأن القدس لنا وحقه في رقابنا، وأن الكرامة نقطة تحول في صراع لن ينتهي إلا بتحرير فلسطين، لذا كان الألم مما جرى كبير والحزن أكبر والغضب من وسائل التفرقة الاجتماعي أشمل، ليحين الوقت أن يقول العقلاء كلمتهم بأن الكرامة تُحمل على الأعناق وأن القدس في القلب والروح، لذا لتتغير المعادلة صوب هدف شمولي بدلاً من كرة حمقاء عابثة مستهترة قد تتسبب في ضياع ما بقي من حُلم وأمل.

آخر الكلام:

يقول الحكماء في الأمة: “علموا أولادكم أن القدس محتله وتحريرها فرض، وأن الكرامة معركة عز وانتصار وانها فرقان هذا العصر”، ونقول للأندية علموا لاعبيكم وأجهزتكم “أن القدس والكرامة عينان في رأس الأمة، ودونهما تصاب الأمة بالعمى”.

زر الذهاب إلى الأعلى