“الحزب” لمعارضي مرشّحه: وما بدّلنا تبديلاً
بقلم: غادة حلاوي
النشرة الدولية
نداء الوطن –
كل ما تفعله المعارضة و»التيار الوطنيّ الحر» والإتفاق المسيحي المبدئي على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، لم يبدّل في إصرار «الثنائي الشيعي» على التمسك بترشيح حليفه رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية، أو يدفعه باتجاه اعتماد «خطة باء» رئاسية. خلال المفاوضات أبلغت المعارضة الفرنسيين أنّ «حزب الله» متمسك بلا هوادة بفرنجية ولذا من غير المفيد فتح حوار معه يحصره بالإتفاق على ما بعد انتخاب فرنجية بينما نريده على ترشيح بديل عنه. تعتبر المعارضة أنّ الحوار مع «حزب الله» بلا جدوى، بينما لا يزال «التيار» يأمل في أن يعيد «حزب الله» حساباته فيتفقان على مرشح توافقي يرضي الجميع.
تختلف المقاربة لترشيح فرنجية بين المعارضة وضمنها «التيار الوطني» والثنائي الشيعي. يعتبر «التيار» أنّ حظوظ فرنجية بعيدة بالنظر إلى الفيتو المسيحي الذي اكتملت فصوله بزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى فرنسا، اذ لا يمكن لـ»حزب الله» أن يسير بخيار يعاكس ارادة المسيحيين وإلا كان ثمن ذلك مواجهة خطيرة يدفع كلفتها البلد غالياً. وضع المسيحيون كل قوتهم لتصويب بوصلة فرنسا وتعديل رأيها تجاه فرنجية، ربما نجحوا والكلمة الفصل لدى الراعي الذي ينظر الثنائي إلى زيارته كما المعارضة على انها مفصلية بحيث لا يكون ضد فرنجية، وان لم يكن داعماً فأقله لا يكون ممانعاً لتأثيره المعنوي على المسيحيين وموقعه يشجع المسيحيين السير بتأمين النصاب.
حتى الساعات الماضية كان أحد طرفي الثنائي يعتبر أن الامور ليست مقفلة. وأن الفرنسيين وصلوا إلى مرحلة متقدمة في البحث مع باسيل بخصوص النصاب. يعول الثنائي على معطيات خارجية يرى أنها تصب في صالح انتخاب حليفه. وتقول مصادره: خلال قمة الرئيس السوري بشار الأسد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تطرق البحث إلى موضوع الرئاسة والتأكيد على ضرورة اجراء انتخابات رئاسية في لبنان. بات السعودي يفاتح السوريين بالملف الرئاسي ولا يبحث بشأنه مع الإيراني، ويرى أنّ بحثه مع السوري أمر طبيعي بحكم التاريخ والجغرافيا.
يسلم الثنائي بالمستجد السعودي الذي يقارب حضور سوريا كبديل عن حضور ايران في لبنان ولا تجد المملكة نفسها مضطرة للدخول في الملف اللبناني لوجود «حزب الله» وحلفائه الأقرب إلى سوريا. يعتبر الثنائي أنّ وجود سوريا يسهل بحث ملف لبنان وأنّ بإمكان الجانب السوري ان يلعب دور الوسيط مع «حزب الله»، ذلك أنّ إنهاء ملف اليمن سيفتح باب العلاقة بين السعودية و»حزب الله». تقول معطيات الثنائي، بعد لقاء فرنجية مع المبعوث الرئاسي باتريك دوريل، ان السعودية استدعت سفيرها في لبنان وليد البخاري لتبلغه أن لا فيتو على فرنجية، وراهناً وعقب لقاء بين فرنجية والأسد استُدعي البخاري مجدداً إلى السعودية، فهل كان البحث متعلقاً بمسألة تأمين النصاب والتمهيد للطرفين لتليين موقفيهما؟
غير ان حسابات الثنائي ربما تكون اختلفت بالنظر إلى زيارة البخاري فور عودته إلى لبنان، قائد الجيش جوزاف عون. وضع البعض الزيارة في خانة البحث بموضوع الأمن بينما في الواقع لا يمكن فصلها عن الأبعاد الرئاسية خاصة وأنّ ثمة وجهة نظر قريبة للمملكة تتحدث عن وجود خيارين رئاسيين لا ثالث لهما في الوقت الحاضر هما، أزعور والعماد عون.
لكن ورغم ذلك ينقل البعض عن مسؤول كبير في «حزب الله» قوله في مجلس خاص إنّ الحل لم يعد بعيداً وأنّ هناك مؤشرات خارجية تجعلهم مطمئنين، ويتقاطع هذا الموقف مع معلومات مصدر آخر في الثنائي قريب من «حزب الله» يقول إنّ المملكة ربما ستؤخر الحل في لبنان بانتظار شيء ما.
أما بالنسبة للعلاقة مع رئيس «التيار» فلا يزال «حزب الله» يراهن على تليين موقفه، فلا يمكنه أن يكون خارج المعادلة وقد وصلته رسالة مفادها أنّ تقاربك من «القوات» ينهي كل العلاقة مع «الحزب».
أما لماذا لا يركن الثنائي لمرشح يختاره باسيل ويرضى به المسيحيون، فجواب أحد طرفي الثنائي يقول «لم يعد بإمكان باسيل ضمان خياراته وهوالقائل إنّ خياراته السابقة لم تكن موفقة ولم يظهر أصحابها أنهم على قدر المسؤولية».
الأمور مرهونة بخواتيهما. لكلا الطرفين رهاناته بينما الوقائع في مكان آخر والتساؤلات كثيرة متى التزم «التيار» بترشيح أزعور. فهل يقبل وزير المالية السابق الدخول في بازار الرئاسة إذا لم يكن توافقياً كما يرغب؟ وما سيكون عليه موقف فرنجية؟ وهو الصامت الأكبر الذي يتابع مجريات ترشيحه عن بعد وعينه على بكركي؟