مؤشرات باستمرار الفراغ اللبناني….. فمن يتنازل اولاً؟
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
من الواضح ان هناك تقاربا رئاسيا جديا بين قوى المعارضة وبين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من دون ان يعني ذلك ان هذا التقارب سيؤدي الى نتيجة ايجابية او الى الاتفاق النهائي والكامل على اسم مرشح واحد لخوض الانتخابات الرئاسية والمعركة الانتخابية داخل المجلس النيابي ضد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.
لكن هذا التقارب بين قوى المعارضة “والتيار الوطني الحر”، وهُم فريق ذو طابع مسيحي بغالبيته، يوحي بأن هناك رغبة شاملة لدى هؤلاء بقطع الطريق على رئيس “تيار المردة” ومنعه من تحقيق تقدم استراتيجي في معركته الرئاسية، وبالتالي انهاء طموحاته للوصول الى القصر الجمهوري. كل هذا الامر حتى لو ادى الى اتفاق على اسم بين المعارضة، لن يؤدي الى تمكنها من ايصاله الى بعبدا ، فالمعارضة لا تملك ولا بأي شكل من الاشكال 65 نائبا وحتى لو امنت هذا العدد لن تتمكن بسبب التوازنات السياسية من ايصال مرشح لا يرضى عنه “حزب الله”، و بالتالي فإن الهدف الاساسي لدى جميع المتفاوضين من المعارضين و”التيار” هو قطع الطريق وإحداث توازن رئاسي في وجه سليمان فرنجية.
هذا الامر يترافق مع تقدم فرنجية و إن بشكل بطيء واقترابه من عتبة ال60 نائباً من دون احتساب نواب “الحزب التقدمي الاشتراكي” وهذا يعني ان فرنجية بدوره ليس لديه اكثرية نيابية تؤهله ليصبح رئيساً للجمهورية اللبنانية بعد جلسة الانتخاب، لذلك فإن ما يمر به لبنان سيكون حالة من التوازن السلبي داخل المجلس النيابي.
هذا التوازن السلبي ووجود كتلتين جديتين تدعمان مرشحين مختلفين سيؤدي الى استمرار الفراغ الى مدى بعيد وسيعني ان لبنان سيدخل في اطار كباش رئاسي كبير خطورته انه منقسم بين كتلتين اساسيتين؛
كتلة مسلمة وكتلة مسيحية وهذا سيمنع انتصار اي فئة على الاخرى.
وتعتبر مصادر سياسية متابعة بأن هذا الشكل من الانقسام الرئاسي سيجعل من حالة الفشل السياسي الموجودة في لبنان تستمر لأشهر طويلة بالرغم من كل الضغوطات الغربية والعربية من اجل انهاء الفراغ، وهذا يعني ايضا ان القوى السياسية ستجد صعوبة في التنازل للوصول الى قواسم مشتركة والى حلول وتسويات وسطية تنهي الازمة.