نسمة صيف
بقلم: نسرين فؤاد
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
انتهت امتحانات أغلب الأعوام الدراسية وارتفعت درجة الحراة وتزينت كل الشوارع بملابس الصيف بألوانها الزاهية، وأدي الصيف عاد من تاني.. وأصبحنا على بُعد خطوات من معركة كل عام.
المصطفون يجلبون الصخب والضوضاء معهم ويجعلوا من الإسكندرية مدينة مزدحمة تعج بالبشر وحاملي العوامات، أهل المدينة يشتكون من سوء السلوك في مواقف عديدة، والزوار يعترضون ويؤكدون أنهم لم يفعلوا شئًا غريبًا وأن أهل المدينة هم فقط متحفزون ومعترضون بلا سبب وجيه.
مما لا شك فيه أن تلك المدينة تتحمل ما لاتتحمله غيرها طوال فترة الصيف، ملايين الزوار يرتدون ملابس السباحة في كل مكان وفي أي وقت، تتوقف حركة السير بالكورنيش وتمتلئ المطاعم والمقاهي بزوارها وتصبح رؤية الأمتار القريبة من الشط في خبر كان من شدة الزحام وتلاصق الأجساد.
شرم الشيخ- الغردقة- مرسى مطروح- الإسماعيلية.. إلخ، لكن لا شئ يضاهي الإسكندرية وسحرها، لها مكانة خاصة بالقلوب وذكريات يتجدد الحنين إليها مع كل عام وكل بداية صيف جديد.
أكل الفريسكا والجندوفلي والبقلويظ وزيارة المنشية ومحطة الرمل وميامي وبئر مسعود وزنقة الستات وقلعة قايتباي،
أشياء لا تتكرر ولا يوجد مثلها في أي مكان سواها.
حركة سياحة داخلية لم تعرف مدينة غيرها حجمها وثبات حدوثها كل عام، فقط لا يأمل أهل المدينة إلا بشيء واحد،
رفقًا أيها القادمون بحماس الطفولة وذكريات الماضي، مدينة ذكرياتكم تُرحب بكم وتنتظركم مع كل نسمة صيف وهى مبتسمة فاتحة ذراعيها لكم، تجدد لكم طرقها وتنشئ عشرات الكباري والأنفاق الجديدة كي لا تجدون ما يعكر صفو رحلتكم ويفسد عطلتكم وأحلام اللهو والبهجة والسعادة.
فقط تذكروا أنها مدينة مثل مدينتكم بها الطالب والمريض والباحث عن الهدوء، ما ترتدونه للبحر لا ترتدونه لغيره، وما تفعلوه على البلاج لا تعيدوا فعله في الشوارع والميادين، ننتظركم ونسعد بحضوركم وزيارتكم ولا نريد أن تعودوا وأنتم لا تحملون ابتسامة سعادة فوق أفواهكم.
لا أخفيكم سرًا، أني ورغم أني إسكندرانية إلا أني مثلكم أرى مدينتي في الصيف بعين تشبه أعينكم وأسعد مثلكم بزيارة البحر والعدو فوق رمال الشاطئ، نُزين مدينتا وتهنئها لزيارتكم ولا نتأخر لحظة عن مساعدتكم والترحيب بكم،
فقط نطلب منكم أن تتشبهوا بما جئتم من أجله وتصبحوا برقة وعذوبة نسمة الصيف.