مكّنوها أكثر..
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
تعاني الكويت خلال السنوات الأخيرة من تراجع مؤشرات تمكين المرأة عالمياً، فرغم قدم ديموقراطيتنا في المنطقة مقارنة بالأشقاء من حولنا، فإن المرأة مازالت تعاني من تأخر تمتعها بالديموقراطية لقرابة نحو أربعة عقود ونصف منذ الاستقلال الى نيل حقها السياسي، فمازالت بقايا هذا التأخير في مشاركة المرأة في الحياة السياسية تلقي بظلالها على الكويت.
ولعل ما أثلج صدورنا، أخيراً، تعيين أربع نساء، في المجلس البلدي، بترشيح من الحكومة، وهي سابقة، تحسب لحكومات سمو الشيخ صباح الخالد، رئيس الوزراء الموقر، الذي اثبت على الأقل في ملف تمكين المرأة انه مؤمن بقدراتها، وضرورة اعطائها الفرصة، فكانت السابقة الأولى في عهده توزير ٣ سيدات في أولى حكوماته، ثم تولى اختيار وزيرة للمالية لأول مرة سيدة، ليتبعها اليوم باختيار ٤ عضوات في المجلس البلدي، وهي الخطوات التي تعكس بلا شك تقديره وايمانه بدور المرأة وضرورة منح الكفاءات النسائية فرصتها في العمل العام.
واليوم، أوجه كلامي للحكومة المقبلة، أياً كان من يرأسها، لطالما حققنا خطوة، في مجال تمكين المرأة، لا نريد أن نتراجع، ونريد مزيداً من التمكين، وفي كل المجالات، سياسياً ومهنياً، وفي المناصب القيادية والاشرافية، خاصة ان الفرصة مؤاتية اليوم مع شغور مناصب كثيرة في جهات الدولة، فما الذي يمنع من تسكينها بكفاءات نسائية، أو على الأقل يكون للمرأة نسبة جيدة من هذه المناصب، لا أن تكون حكراً على الرجال.
اضافة الى ذلك، ونحن نترقب الحكومة الجديدة، نتمنى أن نشهد توزير أكثر من سيدة، والا يقتصر توزير النساء على مقعد وزاري واحد، لذر الرماد في العيون، شريطة أن تكون هذه الاختيارات مبنية على الكفاءة، والخبرة العملية، لا الواسطة والمحسوبية، لكل المناصب.
وفضلا عن التعيينات الحكومية، نحن بحاجة لأن نعمل على خطة متكاملة واستراتيجية توعية شاملة للمجتمع، لبناء الثقة بقدرات المرأة، وان الكفاءات النسائية قادرة على الانجاز، طالما كان الانسان، رجلا او امرأة، يملك القدرات والمهارات اللازمة.
واليوم تعتبر هذه الخطة ضرورة لتوعية الشارع، ما يؤدي بلا شك إلى اعطاء النساء الحظوظ الكافية لدخول البرلمان بالانتخاب، بينما يجب أن تقف الحكومة، مع أي مشروع بقانون يعطي المرأة فرصها في الفوز بالمقعد النيابي، أو أن تبادر هي بمشروع بهذا الشأن، فلا يمكن القبول باستمرار غياب المرأة عن البرلمان، فجل ما نخشاه أن يتبع هذا الغياب، غياباً لقضاياها والملفات المعنية بها.
وفي الختام، المرأة بحاجة لمزيد من التمكين، مع التأكيد على ضرورة اختيار الكفاءات النسائية حتى تكون نموذجاً جيداً أمام المجتمع لإعادة ثقته بقدرات المرأة، بالاضافة الى أن الكويت كذلك بحاجة لتمكين المرأة لتساهم في التنمية، ولتحسين مؤشراتنا الدولية.