طفل يهز كيان وشاب يُرعبه.. وأمة ترقص خوفاً لا طربا..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
رعب يجتاح المكان، انفعالات تُسيّر النفوس المريضة كما تهوى، يرتجفون من كل شيء يتحرك، فهذه الأرض تلفظهم تطردهم تُريد أن تُطهر ذاتها من نجسهم، حتى الهواء يصاب بالألم كونه مجبرٌ على دخول رئتيهم، فيشعرون أنهم منبوذين ولا شيء يرغب بوجودهم، فالسماء ليست سمائهم والأرض لها أصحابها ولن يكونوا يوماً منها، وننظر لأمتين عربية واسلامية فنجدهم لاهون وكأنهم أموات يسيرون على الأرض أو جثث على دكة الموتي فلا يتحركون، وكأن القدس وجدت لترتوي من الدماء الفلسطينية فقط.
قسموا الحرم الابراهيمي زمانياً ومكانياً، ويبحثون عن تقسيم الأقصى “وسأظل أكررها الذي عن قلوب الأمة أقصى”، مما وفر لهم الغطاء ليتطاولوا في الفعل بنهب فلسطين ونحن أمة نتطاول في البنيان ونركز على النسيان، وفي المكانين المقدسين نجد جنودهم يراقبون، فكل حركة ممنوعة وأي فعل سيجد طلقة كرد فعل، لتشعر انك إذا أخطأت في السجود والركوع ستقتل، فهؤلاء فتيان القتل لا يأبهون وبأمة عربية وأخرى إسلامية لا يبالون، فيما يهزهم غناء طفل لفلسطين وكوفية على كتف رضيع، وسوار يحمل علم فلسطين يزين ذراع حورية فلسطينية ، ويصيبهم الجنون اذا حمل الطفل حجرا، فيشعرون أن الأرض تهتز تحت أقدامهم التي لا تهزها جيوش مدججة بالسلاح.
يزعجهم محمد التميمي وهو يرافق والده يجوب فلسطين، ويقف على حواجز الاحتلال التي حولت الأطفال لأبطال وليس لعبيد، يهزمهم طفل عمره سنتين ونصف فيقتلوه بدم بارد كدم العالم الغربي الذي يحلل قتل العرب ويقدس دماء أصحاب العيون الزرقاء، ولم يهتز جفن غربي وغالبية جفون العرب لمقتل طفل بعمر الزهر، ولم يتساءل أحد لماذا قُتل، فالكيان الغاصب الذي فاق نازية هتلر بجرائمه لم يصدر بيانا عن نوع السلاح الذي يحمله الطفل التميمي، ولا عن القنبلة التي كان سيُلقيها على الأعداء، ولم يحدثنا عن قدرة محمد التميمي في المناورة واصطياد جنود الكيان!!، ولم نشعر بحرارة الدم العربي وهو يغلي في العروق ولم نشاهد رد المعتصم في عصر المهانة العربية على صراخ وامعتصماه، ولا الحجاج على عويل واحجاجاه، وكأن الأمة تحت الأرض وليست فوقها.
فمحمد التميمي شهيد جديد في فلسطين بعد أن هدد أمن الكيان الصهيوني بلعبته وربما بزجاجة حليب كان يرضع منها، فهذا الكيان يهزه طفل ويُرعبه المصري الشهيد محمد صلاح الذي لا يُجيد ممارسة كرة القدم ويغني “سلم على الشهدا اللي هناك”، فيما غالبية الأمة يرقصون رعباً لا طرباً من المؤامرات الصهيونية التي أشعلوها تحت مسمى خريف الموت العربي، فلا معتصم ينتصر لها ولا حجاج يقودها للفتح في عصر جحافل الردة عن القيم والشجاعة والمروءة، ليظل دم التميمي يلعن الأمتين ويحجب عنهما نور الجنان.
آخر الكلام:
حين تصبح رضاعة الحليب ولعبة طفل تشكل خطراً على الكيان الصهيوني، فاعلم أن وقت زواله قد اقترب رغم الدعم العسكري السياسي الاقتصادي، لأجد نفسي اسكن كلمات الوجع الفلسطيني بأبيات الشاعرة المبدعة مي الأعرج حيث صدحت بقولها:
ما بين غزة والبراق دم يُراق
تبكي السبايا حُرقة أين الرفاق
من فوق قهر صغارنا وغراسنا
تنمو الخيانة في سراديب النفاق
هَمٌ يعُم قريبنا وبعيدنا
جل البلاء أظلنا وبنا أحاق