المطر.. والمدير.. وخراب الجامعة
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

تردى وضع جامعة الكويت لمستوى منخفض جديد، وارتفع مستوى الجامعات الخاصة، واستمر احتلالها مراكز متقدمة، على الرغم من أنها لا تتمتع حتى بعُشر ما تتمتع به جامعة الكويت من مزايا كبيرة، كما ورد في التقرير الأخير لمؤسسة التصنيف العالمية QS Quacquarelli Symonds لأفضل الجامعات للعام 2023!

نتج عن ذلك زيادة الطلب على مقاعد الجامعات الخاصة، بدعم حكومي، وغياب شبه تام لأية رقابة عليها.

***

بالرغم من التقدم البسيط لجامعة الكويت في مؤشر تصنيف مؤسسة QS Quacquarelli Symonds، لأفضل الجامعات، إلا أنها لا تزال بوضع مؤسف، وتقبع في المرتبة من 1001-1200. ويعتمد تصنيف QS العالمي للجامعات على مؤشرات عديدة لاسيّما السمعة الأكاديمية، إضافة لأمور أخرى كسمعة الجامعة في سوق العمل، وعدد الأبحاث العلمية المنشورة لأعضاء الهيئة الأكاديمية ومعدل النشر والتأثير، بالإضافة إلى نسبة أعضاء الهيئة الأكاديمية إلى عدد الطلاب.

والسؤال كيف لسمعة جامعة الكويت أن تتحسن، وهي فاشلة حتى في صد التدخلات الخارجية في شؤونها، وأكبر دليل ما حدث في اختبار القدرات الأخير على مرأى ومسمع الكثير. فما إن انتهت الجامعة من اختبار القدرات، حتى قام رئيس اللجنة التعليمية في مجلس الأمة بطلب إعادته، بحجة تأثر 260 ألف طالب بالأمر! والحقيقة أن عدد الطلبة الذين تم اختبار قدراتهم في ذلك اليوم لم يتجاوز المئة طالب، فمن أين أتى النائب برقم 260 ألف طالب؟

المأساة – الفضيحة تمثلت في تأخر طالب عن اختبار القدرات المهم، ولما يقارب الساعة فلم يسمح له بدخول القاعة، فأثار ذلك غضبه، ووصل الأمر لتدخل رئيس اللجنة التعليمية في مجلس الأمة والضغط على مدير الجامعة ليعيد الاختبار من أجل عيون الطالب المخالف، فكان له ما أراد بالرغم من قوانين الجامعة وبروتوكولات أية مؤسسة تعليمية التي لا تسمح لأي كان بدخول قاعة الاختبار بعد وقت محدد، فكيف بتأخير عقارب الساعة؟!

موافقة المدير على إعادة الاختبار، بالرغم من الاعتراض الشديد للأستاذة المعنية بالأمر، دفع النائب حمد المطر، رئيس اللجنة، لتقديم الشكر له علنا، فأحرج تصرفه المدير ودفعه لإصدار بيان رفض فيه تدخل «النواب» في شؤون الجامعة، فأثار ذلك حفيظة اللجنة التعليمية فردت عليه ببيان تضمن هجوما فاضحا! وحيث ان كثيرين شاهدوا الواقعة الفضيحة، فإن «طشارها» سيصل للجهات الدولية، وسيفقد الجامعة حتما المزيد من هيبتها وسمعتها الأكاديمية، ويزيل عنها كل ادعاءات الاستقلالية!

يقول أساتذة كانوا حضورا في ذلك اليوم بأن «الفضيحة الأكاديمية» والتراجع عن الثوابت حصل أمام مرأى الجميع، وهذا يثير تساؤلا عما يحدث خلف الأبواب المغلقة؟

بعد كل هذا يأتي من يتحدث عن محاولة رفع تصنيف الجامعة، والكل تقريبا يعلم أن الهم الأساسي لغالبية أعضاء هيئة التدريس يتلخص في مكافآت الصيفي والإضافي!

***

لإنقاذ الجامعة من وضعها البائس والمتردي فإن الأمر يتطلب وقف تدخل اية جهة في عملها. وأن يكون لمجلس الجامعة حصانة من هذه التدخلات، وخاصة من رئيس وأعضاء اللجنة التعليمية في مجلس الأمة! فكيف يقوم من بالكاد «يكتب ويقرأ» بمحاسبة أعلى جهة تعليمية في الدولة، ويتدخل في شؤونها، ويفرض عليها إعادة اختباراتها؟

كما أن الجامعة بحاجة لأن تكون قراراتها شفافة ومدروسة. وأن يكون تقلد المناصب فيها شفافاً، ومبنيا على الكفاءة لا المصالح والترضيات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى