لو لم تنحرف طهران!!
بقلم: صالح القلاب

النشرة الدولية –

غير صحيح وعلى الإطلاق أنّ إيران، أي دولة الولي الفقيه، غدت تتحكم بالشيعة كلهم، أي أبناء المذهب الشيعي الذي له ولكل الذين تناوبوا على زعامته التقدير كله، فهي أي طهران لا شك في أنّ، لها أتباعها بالتأكيد وهذه مسألة طبيعية ومعروفة.. وأيضاً ومقبولة لكن أنْ يذهب بعض الذين لا يعرفون حقائق الأمور إلى إعتبار أنّ كل أبناء هذا المذهب الإسلامي الذي له ولأتباعه كل التقدير والإحترام تابعون إلى الولي الفقيه.. تبعية إلحاقية فهذا بالطبع لا صحة له على الإطلاق وإنّ من يقول غير هذا إمّا أنه لا يعرف حقائق الأمور.. وإما أنه منحاز إنحيازاً أعمى لمن يوصفون بأنهم: “ملالي” إيران وحيث أنّ البعض يصف آية الله العظمى.. أنه أحد هؤلاء وهذا غير صحيح.

ثم وحتى بالنسبة لـ “الشيعة” وأبناء المذهب الشيعي الذي له كل التقدير والإحترام فإنهم ليس كلهم على نسق واحد، كما يقال، وأنّ هناك كثيرين من الذين يتمسكون بعروبتهم ويعتزون بقوميتهم العربية وهذا ليس في لبنان وحده الذي له تركيبته وطبيعته الخاصة وإنما في دول الخليج العربي كلها وفي العراق، بلاد الرافدين، وأيضاً وفي كل ركن من أركان الوطن العربي.. وحيث أنّ “التشيع” لا يعني وعلى الإطلاق التبعية “العمياء” للولي الفقيه الذي لا بد من أن يكون له التقدير كله.. ومنتهى الإحترام.

إنّ هناك مذاهب إسلامية تُصنف وليس هي التي تصنف نفسها على أنها تابعة للولي الفقيه الذي له كل التقدير والإحترام عند المسلمين كلهم وحقيقة أنّ هذا ليس صحيحاً على الإطلاق ومع الأخذ بعين الإعتبار أنّ كبار “الأئمة” السنة ينظرون إلى المذهب الشيعي “الاثني عشري” نظرة إحترام وتقدير وإنهم يناهضون كل الذين يذهبون بعيداً ويعتبرون أن “الشيعة” غير مسلمين، والعياذ بالله، وأنّ المذهب الشيعي ليس مذهباً إسلامياًّ.. وهذا غير صحيح ولا يمكن الأخذ به ولو حتى بالحدود الدنيا.

والمعروف لا بل والمؤكد أنه عندما إندلعت الثورة الإيرانية “المجيدة” حقاًّ بقيادة آية الله العظمى آية الله الخميني الذي وقف إلى جانبه وتبعه في هذه المهة الإمام علي خامنائي فإن المسلمين السنة وهذا إنْ ليس كلهم فبمعظمهم وفي أربع رياح الكرة الأرضية قد رحبوا بها وقد إحتضنوها وأنّ عدداً من كبار المعممين السنة قد ذهبوا “حجيجاً” إلى طهران بعد ثورتها وعلى إعتبار أن إنتفاضتها إنتفاضة إسلامية.. وأن رموزها رموزاً للإسلام والمسلمين كلهم.

لقد قال هذا وبخاصة في البدايات جميع كبار قادة ورموز المسلمين السنة ومعهم بالطبع معظم قادة وملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية.. وذلك إلى أنْ تم تحويل دولة الولي الفقيه إلى كيان قومي فارسيّ.. وإلى أن أخذت طهران تتصرف على أنها دولة قومية “فارسية”.. وأنّ عليها أن تسدد حساباتها الجديدة والقديمة مع العرب كلهم.. وعلى أساس أن ما كانوا قاموا به قد وجه خنجراً إلى النزعة الفارسية القومية.. وهذا هو ما يفسر هذا الواقع الحالي.. وحيث أنه قد بقيت المحاولات مستمرة لإعتبار أنّ المذهب الشيعي الشريف والمقدس هو مذهباً والبعض يقول ديناً للإيرانيين وحدهم.. وحقيقة أنّ هذا غير صحيح على الإطلاق وأنّ هناك من يقاومه من قادة المذهب الشيعي وعلى أساس إنه إنْ هو إستمر فإنه سيمزق الأمة الإسلامية شر ممزق!!.

 

Back to top button