هل ستخفض زيارة بايدن إلى السعودية أسعار النفط؟
النشرة الدولية –
سيجري الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأول رحلة له إلى الشرق الأوسط من 13 إلى 16 يوليو، حيث يتوقف أولا في إسرائيل والضفة الغربية قبل التوجه إلى جدة في السعودية، حيث سيجتمع مع ولي العهد، محمد بن سلمان.
وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن رحلة الرئيس بايدن إلى السعودية قد تم تحديدها رسميا لتتم الشهر المقبل، لكن مسؤولين تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز قللوا من فرص الحصول على الكثير من المساعدة الفورية من المملكة في تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة التي تعصف بها أزمة أسعار بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن بايدن، وأثناء وجوده في جدة، سيلتقي بقادة تسع دول عربية، هي السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر وعُمان، والتي تنتمي جميعها إلى مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مصر والعراق والأردن.
وأثارت الرحلة موجات من الانتقادات حتى قبل الإعلان عنها رسميا.
لكن مع ارتفاع أسعار المحروقات بشكل مطرد، وفرض الحظر على الطاقة الروسية، قال محللون إن بايدن “لا يستطيع” تحمل إبقاء أحد أكبر منتجي النفط في العالم بعيدا لوقت أطول.
وأصر بايدن وموظفوه في الأيام الأخيرة على أن قرار زيارة السعودية كان له علاقة بالقضايا الأمنية أكثر من سعر البنزين.
وقال بايدن للصحفيين، الأحد، “التزامات السعوديين لا تتعلق بأي شيء له علاقة بالطاقة” مشيرا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وقالت، كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، الاثنين، إنه في حين أن الطاقة ستكون نقطة نقاش فإن العلاقة بين البلدين أكثر تعقيدا بكثير من ذلك.
وقالت: “إن النظر إلى هذه الرحلة على أنها تتعلق فقط بالنفط ليس كذلك – سيكون من الخطأ ببساطة القيام بذلك”.
وأعلنت أوبك بلس، وهي مجموعة من الدول المنتجة للنفط بقيادة السعودية، بالفعل هذا الشهر أنها ستزيد الإنتاج بشكل متواضع في يوليو وأغسطس وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتوقعون أن يصعد التكتل الإنتاج أكثر في الخريف.
لكن هذا الالتزام لم يكن له تأثير يذكر حتى الآن على سعر الوقود، الذي وصل إلى 5 دولارات للجالون في المتوسط في الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع لأول مرة.
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية أطلع الصحفيين على رحلة الرئيس شريطة عدم الكشف عن هويته وفقا للقواعد الأساسية للبيت الأبيض إن بايدن سيجتمع في جدة مع الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، لكنه لم يذكر ما إذا كان الرئيس سيثير قضية خاشقجي.
وذكر بيان رسمي للبيت الأبيض أعلن فيه عن الرحلة أن حقوق الإنسان هي واحدة من مجموعة من القضايا المتوقع ظهورها، إلى جانب تغير المناخ وبرنامج إيران النووي والحرب في اليمن.
وقالت، جان بيير، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، الثلاثاء إن بايدن تمسك بتصريحاته السابقة بشأن مقتل خاشقجي.
وقالت “نحن لا نغفل أي سلوك حدث قبل تولي الرئيس منصبه”.
وذكر بيان صادر عن الحكومة السعودية إن المملكة “تتطلع إلى الترحيب بالرئيس بايدن وتحديد الفصول التالية من شراكتنا”.
وأضاف البيان أن “الشراكة بين بلدينا لا تقل أهمية عن أي وقت مضى لتعزيز السلام والازدهار والاستقرار في جميع أنحاء العالم”.
ورد الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة ورئيس الاستخبارات السابق للمملكة، في واشنطن الأسبوع الماضي على انتقادات الولايات المتحدة، مشيرا إلى سجن غوانتانامو، وفضيحة الانتهاكات العسكرية في أبو غريب خلال حرب العراق، والإدانات الخاطئة في النظام القضائي الأميركي.
وقال الأمير “هذه بعض انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة التي لا تتطلب فقط إجراء رئاسيا ولكن أيضا الفصل في الكونغرس ومجلس الشيوخ”.
وقال: “لقد انتقد أعضاء المجلسين المملكة بشدة بشأن قضايا حقوق الإنسان، لكن أولئك الذين يعيشون في منازل زجاجية يجب ألا يلقوا الحجارة”.
وفيما ستجري زيارة الرئيس في وقت تتزايد فيه التوترات في الشرق الأوسط، وتتعثر فيه مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران، إلا أن الصحيفة تقول إن الرئيس سيحاول في الوقت نفسه استعادة مكانة أميركا كوسيط أكثر نزاهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد الميل المؤيد لإسرائيل لسنوات من قبل الرئيس السابق، دونالد ترامب، ويؤكد من جديد دعم أميركا لحل الدولتين.
وسيلتقي بايدن أيضا مع، محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، وهو أول اجتماع رئاسي من نوعه منذ زيارة ترامب عام 2017. ومن المرجح أن يلتقي بايدن بعباس في بيت لحم.
لكن مساعدين قالوا إن بايدن سيظهر أيضا التزامه بأمن إسرائيل، ربما من خلال زيارة أحد الأنظمة الدفاعية التي توفرها الولايات المتحدة.
كما سيشجع التطبيع المتزايد للعلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية بموجب ما يسمى باتفاقات أبراهام التي بدأت في الأشهر الأخيرة لترامب في منصبه.
وقال مساعدون إن بايدن سيشارك أيضا في اجتماع قمة افتراضي مع زملائه قادة كتلة جديدة تسمى I2-U2 ، والتي تعني إسرائيل والهند والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.
وفي معرض دفاعهم عن قرار الرئيس بالسفر إلى السعودية بعد وصفها بأنها دولة منبوذة، قال مسؤولون إنه كان يقصد دائما إعادة معايرة العلاقة بدلا من قطعها تماما، وأصروا على أنه لا يزال يدافع عن حقوق الإنسان.
لكنهم شددوا على التعاون السعودي في التوسط في هدنة في الحرب الطويلة الأمد في اليمن المجاور بين التحالف الذي تقوده السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والتي حطمت البلاد وتركت الملايين يعانون من الجوع والفقر. وتم تجديد الهدنة، التي دخلت الآن أسبوعها التاسع، لمدة شهرين آخرين، وقال مسؤولون إنها توضح فوائد الانخراط الأميركي مع المملكة العربية السعودية.