«برا المنهج»
بقلم: د. نرمين الحوطي
النشرة الدولية –
مع نهاية عام 2021 عرض على شاشات السينما فيلم «برا المنهج»، وهو من تأليف وإخراج «عمرو سلامة» وبطولة الفنان ماجد الكدواني والطفل عمر، وبمشاركة عدد من ضيوف الشرف كان أبرزهم: روبي وأسماء أبوزيد ودنيا ماهر وأحمد صالح.
ومع بدايات الصيف 2022 بدأ عرضه على إحدى المنصات التي أعطتني فرصة المتعة بمشاهدة «برا المنهج» بعيدا عن قضية التنمر التي كانت إحدى القضايا الأساسية للفيلم، ولن نقوم بتسليط الضوء على قضية البحث عن الذات التي كانت أيضا من قضايا قصة الفيلم.. ولكن، ما شد انتباهي للفيلم أنه يحمل في عباءته الدرامية الكثير من القضايا التي تخص مرحلة من مراحل الطفولة وهي «مرحلة الطفولة المتأخرة» والتي تبدأ وفق العديد من الدراسات العلمية والنفسية للطفل ما بين «6 و12» وبطل قصتنا لم يتجاوز الـ 12، تلك المرحلة التي يتجاهلها الكثير من المؤلفين للكتابة لهم، مع العلم بأن هذه المرحلة هي أساس المرحلة القادمة والتي تعد مرحلة خطرة (المراهقة)، فإذا لم نقم بتقويم وإصلاح ما قبل المراهقة فسوف نكّون جيلا مريضا نفسيا واجتماعيا وعقليا، وهذا ما قام به المؤلف عمرو سلامة عندما قام بتسليط الضوء على العديد من القضايا التي يكابدها أطفالنا دون علاج لها، والنتيجة أننا نستقبل مراهقين يحملون العديد من الأعباء النفسية يصعب فيما بعد علاجها أو تقويمها.
«برا المنهج» قام بتعرية الكثير والعديد من المشاكل التي تواجهها تلك المرحلة على سبيل المثال، كما ذكرنا في أول مقالنا: التنمر، البحث عن الذات، وأيضا كيفية التعليم وغرس المعلومات في أذهان أطفالنا، وتلك هي قضيتنا «التعليم».
ليست فقط تلك المرحلة بل جميع المراحل، ولكن تلك المرحلة (الطفولة المتأخرة) تعد مرحلة التحويل والتكوين لبداية جديدة من عمر الإنسان وتكوين شخصيته، فنجد التعليم في تلك المرحلة ما هو إلا «حشو للمعلومات» دون استيعاب وفهم لما يكدس في عقول أبناء، فنجد في «برا المنهج» كان المبدع ماجد الكدواني يقوم بشرح المنهج من خلال برا المنهج، وتلك هي المعادلة الصعبة؟ بأنك تخرج من المنهج لترغب وتحبب الطفل من تلك الفئة بما يتلقاه من معلومات كيف؟ بأنك تطعم معلوماتك بمعلومات أخرى تكون خارج المنهج بشرط أن تكون محببة للطفل، بجانب هذا، لابد أن تكون طريقة الشرح للطفل عامل جذب وترغيب للمعلومة فهي أساس المعلم، فنجد ماجد الكدواني عندما كان يقوم بإعطاء المعلومة للطفل عمر كان يستخدم الأسلوب القصصي، وهذا هو المطلوب لأن تلك الفترة من الطفولة يكون الخيال هو أساس التفكير لديه، فلابد أن يقوم المعلم باستخدام ذلك العنصر عندما يقوم بالشرح لمرحلة الطفولة المتأخرة، أي لابد على المدرس أو المعلم ولو بعض الشيء أن يكون «برا المنهج».
٭ مسك الختام: العلم عند الصغر كالنقش على الحجر.. العلم والتعليم لا يحتاج تجارب بل يحتاج أسلوبا وابتكارا في طرق التعليم.