فيروس «اليرقان»… وباء مُضخّم؟… ولا داعي للهلع

النشرة الدولية –

الديار  –  شانتال عاصي

«اليرقان» يغزو شمال لبنان… هي الجملة الأكثر تداولاً اليوم بعد جملة «بأديش الدولار اليوم؟». فالهلع والذعر يسيطران على مدينة طرابلس بعد انتشار مرض «اليرقان» فيها وتسجيل حالات عدّة، والترقّب سيد الموقف!

مرض اليرقان أو ما يسمى مرض الصفار الأبيض، هو مرض ناجم عن تكون كمية زائدة من صبغة لونها مائل إلى الأصفر في الدم تسمى بيليروبين، يؤدي إلى تراكمها تحت الجلد وفي العين، ما ينتج عنه اصفرار لون الجلد والعينين. ويمكن حدوث اليرقان لأي شخص في أي عمر. هذا ويشير اللون المائل إلى الأصفر، إلى وجود مشاكل في الكبد أو القناة الصفراوية.

وزارة الصحة… والاعراض

اعراض اليرقان هي: الإسهال – الحمى والقشعريرة – الضعف بشكل عام – فقدان الوزن – فقدان الشهية – الصداع – الأوجاع في البطن.

وفي هذا السياق، أصدرت مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة بيانا قالت فيه: «بعد دراسة الوضع الوبائي للمناطق التي سجلت ارتفاعا ملحوظا في اعداد المرضى تبين انه من المرجح ان الفاشية ناتجة عن تردي في البنى التحتية مما ادى الى خلط بين مياه الشفة ومياه الصرف الصحي»، واشارت الى «ان ارتفاع عدد الحالات التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام في مناطق لبنانية متفرقة لا تعتبر من ضمن الفاشية الحالية التي تشهدها محافظة الشمال، بل هي اعداد تراكمية منذ بداية العام الحالي وما هي الا انعكاس لوضع مرض «الصفيرة أ» المستوطن في لبنان».

ولفتت الى» ان لقاح «الصفيرة أ» ليس من ضمن لقاحات الرزنامة الوطنية للتلقيح، بل هو اختياري، وحالياً تسعى وزارة الصحة الى توفيره بالتعاون مع المنظمات الدولية لاستعماله خلال فاشيات مماثلة».

واكدت الوزارة في بيانها انها تقوم بالتعاون مع السلطات المحلية بمتابعة تأهيل البنى التحتية وتعقيم مصادر المياه بصورة دورية، كما تقوم الوزارة بالتعاون مع المنظمات الدولية باجراء ندوات توعوية للاهالي حول كيفية الوقاية من المرض وتعقيم المياه بواسطة الكلور.

كما تهيب الوزارة بالمواطنين «استقاء المعلومات الطبية والوبائية الصحيحة من المراجع الرسمية والعلمية المختصة منعا لنشر الذعر في المجتمع».

البزري: اليرقان مستوطن في لبنان منذ سنوات

وفي حديث خاص لـ «الديار»، كشف رئيس «اللجنة الوطنية للقاح كورونا» النائب الدكتور عبد الرحمن البزري أن مرض «الصفيرة أ» أو وباء اليرقان مستوطن في لبنان منذ سنوات، وتسجل وزارة الصحة سنويا حالات عديدة من هذا المرض في اكثر من منطقة لبنانية، تتراوح فترة حضانة المرض من اسبوعين الى نحو ٥٠ يوما، وبالتالي فإن الحالات التي تسجل اليوم قد التقطت العدوى منذ اسابيع.

وعزا البزري سبب بروز هذا المرض إلى فشل البنية التحتية الصحية واهتراءها، أي المياه والريّ ومجاري الصرف الصحّي. فانعكاس الأزمة السياسية- الإقتصادية في لبنان، أدّت إلى حصول غياب كامل للبنى التحتية الصحية وغياب أي رقابة جديّة على مياه الشفة والاستعمال المنزلي. فضلاً عن عدم معرفة نوعية أو جودة المياه المستخدمة في ريّ المزروعات وغيرها.

فانتشار المرض في طرابلس مرتبط إذاً بتلوّث مصدر المياه والغذاء، الملوّث بدوره بالمياه.

الإجراءات التي يجب اتّخاذها

أمّا بشأن الإجراءات، فشدد البزري على ضرورة السلطات الصحية والرسمية المعنية التفتيش عن السبب الأساسي الذي أدّى إلى تلوّث المياه وسبب اختلاطها بمياه شبكات مجاري الصرف الصحّي، كي نتجنّب تكرار السيناريو عينه في وقت لاحق.

وباء بحجم «كورونا»؟

عادةً ما يطلق على المرض إسم «وباء» عندما يكون في صدد الإنتشار وزيادة الحالات، وهذا فعلاً ما حدث إبّان تفشّي «اليرقان»، ولكن هل يمكن اعتباره وباء خطرا وبحجم وباء كورونا؟

نفى البزري ذلك قائلاً: «لا داعي للخوف والهلع، فاليرقان بالطبع لايشبه كورونا وليس بحجمه. إلّا أن على حكومة تصريف لأعمال أن تقوم بواجباتها بالإسراع في إيجاد الأسباب الأساسية التي أدّت إلى حدوث هذه الأزمة الصحية ومعالجتها، وتأمين الضرورات، بغية عدم تفشّي المرض أكثر فأكثر في لبنان.

هل اليرقان قاتل؟

أشار الدكتور البزري إلى أن المرض غير قاتل والأعراض تزداد حدّتها عند الكبار بالسنّ، ففي أغلب الأوقات يكون وقع المرض خفيف جداً على الأطفال وحتى لا تظهر عليهم أي أعراض. وبطبيعة الحال، تتفاقم الأعراض أو تظهر جليّة أكثر عند الكبار في السنّ والذين يعانون من أمراض مزمنة.

أضاف: «إن الغالبية العظمى من الحالات تشفى بنسبة 99% ولا يحدث أي حالات وفاة»، مكرّراً دعوته للجهات الرسمية المعنية إلى تكثيف جهودها

سبل الوقاية

تتلخص اساليب الوقاية من المرض بالنظافة الشخصية خاصة غسيل الايدي قبل تناول الطعام وبعد استعمال المرحاض وبعد تغيير حفاضات الاطفال. وكذلك باستعمال المياه النظيفة والتخلص الآمن من الفضلات الصلبة والسائلة.

زر الذهاب إلى الأعلى