السفير السديري: العلاقات الأردنية السعودية أقوى من أي وقت مضى وتمثّل حلقة متميّزة وانموذجا يُحتذى في العمل العربي المشترك
زيارة الأمير محمد بن سلمان تؤسس لشراكة اقتصادية بين البلدين
النشرة الدولية –
الرأي – حوار: د. صلاح العبّادي
قال سفير المملكة العربية السعودية، لدى المملكة الأردنية الهاشمية نايف بن بندر السديري: إن ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز يبدأ زيارته اليوم الثلاثاء إلى المملكة التي تعد حليفاً قوياً للسعودية.
واضاف السديري في حوار خاص مع «الرأي»: إن زيارة ولي العهد تأتي للتباحث في عدد من القضايا ذات الأهمية على الصعيد المشترك والتي تتعلق بأمن المنطقة والقضية الفلسطينية، ومحاربة تهريب المخدرات التي تستهدف أمن البلدين، وتعزيز الاستثمارات في الأردن، ومراجعة المواقف والتنسيق خصوصاً على صعيد تأثيرات الحرب الأوكرانية الروسية على المنطقة.
ووصف السديري الأردن بالبلد الجاذب للاستثمار لما ينعم به من أمن واستقرار في محيط ملتهب، مؤكدا تميز علاقات البلدين التاريخية والراسخة التي تتجذر يوماً بعد يوم في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين.
وقال: «إن مواقف البلدين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني تذهب دوماً نحو دعم مصالح أمتَينا العربية والإسلامية في شتى المجالات».
وأضاف السديري: إن العلاقات بين المملكتين والأسرتين المالكتين والشعبين الشقيقين متجذرة، وأصيلة، منذ عهد مؤسسي البلدين جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وشقيقه جلالة الملك عبدالله الأول – رحمهما الله وطيب ثراهما وجزاهما عن بلديهما وشعبيهما والأمتين العربية والإسلامية خير الجزاء، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني يحفظهما الله.
واكد، أنّ العلاقات السعودية – الأردنية أقوى من أيِّ وقتٍ مضى، وهي تمثّل حلقة متميّزة وانموذجا يُحتذى في العمل العربي المشترك، الأمر الذي تؤكّده حالة التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين، ووحدة الموقف تجاه مختلف القضايا العربيّة والإقليميّة والعالميّة.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية لم تتوانَ عن فتح أبوابها للكفاءات الأردنية المتميزة من أطباء ومدرسين واقتصاديين ورجال أعمال ومِهن، كما كان لإسهامات الصندوق السعودي للتنمية في دعم الكثير من المشاريع في الأردن كبير الأثر، إذ تُعدُ السعودية ثالث أكبر دولة من حيث حجم الاستثمار في الأردن.
وقال السديري: لا شك أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للمملكة الأردنية الهاشمية تشكل منعطفاً مهماً في تاريخ العلاقات الممتدة التي تربط المملكتين.
واضاف:إن العلاقات السعودية الأردنية بلغت ذروتها من خلال ما شهدته من خطوات واضحة نحو التعاون الوثيق الساعي لتحقيق التكامل في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية منها.
وأكد أن هذه الزيارة في أهميتها ومكانتها التاريخية أتت لتؤسس لشراكة اقتصادية كبيرة، شهدنا ملامحها الواضحة من خلال توقيع عدد من مذكرات التفاهم أخيراً، في عدد من القطاعات الاقتصادية والصحية، وفتحت آفاق الاستثمار بين البلدين في المرحلة المقبلة.
وعن العلاقات السياسية بين البلدين، قال:» في إطار المشهد السياسي فإن الرياض وعمان كما لا يخفى على الجميع تتفقان على مجمل الملفات من خلال الجهود المشتركة والمساعي الحثيثة في التعامل مع تلك الملفات والقضايا، وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك عبر جامعة الدول العربية، كما أن هذا الجانب يحمل كثيراً من الإيجابية بين البلدين لاسيما وأن السعودية والأردن تمثلان الجانب الاستراتيجي في المنطقة».
واشار إلى أن المشهد الاقتصادي بين السعودية والأردن يحمل عنواناً مهماً للمرحلة المقبلة من خلال المساهمة في الانتقال إلى آفاق أرحب لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وفتح المجال أمام الاستثمار الكبير للمقومات الحيوية لكلا البلدين مما سينتج عنه شراكات كبيرة في مختلف المجالات وبما تنعكس إيجاباً على البلدين والشعبين الشقيقين.
واضاف:«عند الحديث عن التكامل الاقتصادي يأتي تأسيس شركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، ومجلس التنسيق السعودي الاردني ليضيف أهمية حيوية ليس فقط على مستوى العلاقات التجارية الثنائية بل سيمتد إلى أبعد من ذلك، ما يعزز العلاقات الاخوية ويفتح آفاق الازدهار الاقتصادي بين البلدين».
وأكد السديري أن السعودية تتصدر موقعاً متقدماً في قائمة المستثمرين بالأردن بنحو 13 مليار دولار، ونتمنى بعد الزيارة تجاوز هذا الرقم لتصبح المملكة أكبر الدول المستثمرة في الأردن.
ولفت إلى تقارير الهيئة السعودية العامة للاستثمار التي تبين أن السعودية تُعد من أكبر ثلاث دول مستثمرة في الأردن في قطاعات (النقل، البنية التحتية، الطاقة، القطاع المالي والتجاري، قطاع الإنشاءات السياحية)، كما قامت بتأسيس مرحلة جديدة في استقطاب الاستثمار السعودي إلى الأردن، من خلال إنشاء شركة صندوق الاستثمارات السعودي الأردني عام 2017 خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للاردن ولقائه آخيه جلالة الملك عبدالله الثاني.
واضاف» وقد بلغ رأسمال الصندوق 3 مليارات دولار، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية».
وبين أن الصندوق يتبنى مشاريع طموحة، كمشروع الرعاية الصحية، الذي يبلغ حجم الاستثمار فيه نحو 400 مليون دولار، ويتكون من مستشفى جامعي بسعة 300 سرير و60 عيادة خارجية، وجامعة طبية بسعة 600 مقعد، بمعدل 100 مقعد لكل عام دراسي.
وأوضح أن ولي العهد سيبحث مع جلالة الملك عبدالله الثاني عدداً من القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحرب في اليمن وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة، وتعزيز العلاقات الثنائية مع الأردن في شتى المجالات، كما يناقش ولي العهد تنسيق المواقف مع الأردن، بإلإضافة لمناقشة قضايا تخص الشباب وفرص العمل، لاسيما وان سمو ولي العهد وبعد لقائه جلالة الملك عبد الله الثاني؛ سيلتقي ولي العهد الأمير الحسين، ولا شك بأن الأميرين يوليان تمكين الشباب ودورهم الفا?ل في بناء مستقبل المملكتين، اهتماماً بالغاً.
وقال إن المتابع لرؤى وإنجازات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، يجد انها اولت الاهتمام بمستقبل الشباب ودعمهم وتأهيلهم محلياً وخارجياً، في شتى مجالات الحياة، ليكونوا لبنات فاعلة وداعمة، في خدمة أمتهم ووطنهم، باعتبارهم أمل البلاد المنتظر ومستقبلها الواعد.