أحافير في الحب – 4 (إرْجَع، عسى الرحمن أن يَرْحَمَك)
كتب الدكتور سمير محمد ايوب
النشرة الدولية –
كُنْتُ وَعَتْمُ الليل حُرَّاساّ لِعِطْرِك، مُبَعْثَرَةً خالِيَةً البالِ في بعض معارج النفس، إرتجف قلبي مع خيالك، حين افترستني اللوّأمَةُ، تُعاتِبُني بِجَدَلٍ مَداخِلُهُ بِلا مَخارج، حينها غافلتني كلماتٌ، سافَرَت بِلا استِئذان او وداعٍ إليك: ما حيلتي أيها الجاهليُّ معك؟!!!
لِغِيابِكَ الموجِعُ نَبرَةٌ وَلَحْنٌ مُمَزِّقٌ، ألنسيانُ وحده لا يحتويك. يَضِجّ قلبي حُزْناً راعِفاً عليك، ذَرْفُهُ يفوق قدرة عيْنَيَّ. شَوقي إليك أوجع من غِيابك، مَنْجَمٌ يجعل إنتظارك شيئا جميلا.
لا أحب ولا أطيق معه المواساة بك، ويعز علي ان لا أناجيك: تعال، عُدْ، إرْجِعْ، فكل مثقال ذرَّةٍ مِن صِبايَ كانت لك وإبتدأت بك، ترجوك حاول. أيا عباءتي، يتسرب الخريف إليَّ، فهل أضعتَ خريفَكْ، أم تَضِنُّ به عليَّ؟!!! ايها الغائب المقيم في صدى القلب، إني أتنفس ضِحكَ عينيك، وما تزال عيناي تُخبِّئُ الدفء لعينيك وسَكَناَ لِشَفَتيك.
إرجِعْ، أضنيتني بالهجر ما أظلمك. إرْحَمْ عسى الرحمن أن يرحمك.