بنت البرجس صوت الكويت من جنيف
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

راعي الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير هنّأ بروحه الحلوة مها البرجس بفوزها كنائبة للاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، وهي لفتة إنسانية من رجل مخضرم يحظى بالاحترام والتقدير لمكانته وتاريخه تجاه «ابنة الهلال» تعكس مدى إيمانه بأن قيادات الصف الثاني لا بد أن ينالوا فرصتهم بالترقي وشغل المناصب العليا.

 

هذه الإنسانة المتواضعة لم تنل المنصب بالتشريف بل اختبرته جيداً وعلى مدى سنوات وأخذته بيدها ويد الهلال الأحمر الكويتي، وإن سبق ذلك أعمال تحضيرية وأدوار ساهمت فيها عززت مكانة الكويت أولاً وأخيراً.

 

«بنت الهلال» التي تعمل دون انقطاع وبهدوء وإخلاص تستحق أكثر من ذلك، فقد أفنت عمرها وأعطت دون منّة، وكانت في مقدمة الصفوف في العمل الحقوقي الإنساني، اليوم وضعت اسم الكويت في صدارة العمل التطوعي الدولي بعيداً عن البهرجة والفشخرة، وهي التي تكره التضخيم والتبجيل.

 

يومها يبدأ باكراً ويستمر بلا توقف دون أن تسمع منها كلمة تذمر، بل المزيد من العطاء والثقة بالنفس، وأفعالها كفيلة بالتعريف بتاريخها، ففي حياتها جدول أعمال يبدأ بالهلال، ويلاحقها ويسكن في جوارحها، وهي تتنقل بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ووجودها وعملها في «القبس» وحضورها الدائم في جمعية الخريجين، وهناك يحلو لها أن تلتقي بالزملاء والأصدقاء وتتابع ما في جعبتها من أنشطة.

 

تتحرك ضمن الدوائر الثلاث، الكويتية والعربية والدولية، وتحت عناوين مشتركة، حقوق الإنسان والعمل التطوعي، وهما خطان يسيران في وجدانها كسريان المياه في نهر النيل، وحبها لأرض الفراعنة وأهل مصر، سواء من خلال عضويتها في المنظمة العربية لحقوق الإنسان أو مساهماتها في «المبادرة الكويتية للعطاء» تلك النافذة التي اشتركت فيها مع ثلة من الوجوه الكويتية المخلصة والمعطاءة.

 

«بنت البرجس» امتداد لتاريخ والدها المرحوم «بوخالد» الذي يبقى حاضراً في ذاكرتها، ومجسدة خصاله الطيبة ومبادئه التي انتقلت إلى «مها» بالجينات، بحيث يمكنك العثور عليها بسهولة في اللحظة التي تبدأ بها الحديث عن محيطها الجغرافي.

 

سيبقى الوصف الذي تناقلته وكالات الأنباء ملتصقاً بها بعد فوزها «بالمنصب» وهي أول سيدة عربية تحتل هذا المركز الدولي، وكان محل فخر وتقدير من رمز القيادة السياسية في الكويت.

 

مها البرجس لن تغادر قلوبنا، فهي الشعلة التي تضيء للآخرين دروب التضحية والعطاء وتعطيهم الأمل في أن الوصول إلى القمة لا يأتي من فراغ، وصورتها في المحافل العربية والدولية لا تخطئها العين، فأينما رحلت أو حلت تجد ظلها الإنساني يطغى على ما عداه.

 

لقد جمعت بين الصحافة والكتابة والأعمال التطوعية في مسيرة حياتها العملية ووظفتها في خدمة حقوق الإنسان، ومعرفتي بهذه الإنسانة بدأت من بعد التحرير 1991 إلى اليوم، فباختصار تبقى بنت البرجس زهرة أسرة كريمة رفعت اسم بلدها بثوب إنساني، كانت هدية لوالدتها العزيزة «أم خالد» ولشقيقاتها وأشقائها الأحباء.

 

مبارك للكويت وتستاهلين.

زر الذهاب إلى الأعلى